الموضوع: الأبواب والناس
عرض مشاركة واحدة
قديم 28 / 10 / 2013, 25 : 10 AM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي الأبواب والناس


تشكل لأبواب حلقة وصل وفصل بين عالمين متلاصقين، عالم الداخل بكل ما فيه من أسرار وخصوصيات تعني من هم خلف تلك الأبواب، وعالم الخارج الذي يكون في الغالب متاحاً ومعروفاً للجميع.
والأبواب في حياتنا، يمكن تقسيمها إلى أكثر من نوع، لعل من أهمها الأبواب المحسوسة وهي الأبواب الفعلية للمباني والغرف وغير ذلك من منشآت والتي تُعطي نوعاً من الأمان لمن هو موجودون بالداخل، كما أنها تُعتبر زينة خارجية وداخلية للبيوت والغرف لما تُضفي عليها من لمسات جمالية.
بينما نجد أن من الأنواع الأخرى للأبواب "الأبواب المجازية" مثل أبواب الرزق والسعادة وغيرها.
وكما تحتل الأبواب حيزاً كبيراً من الاهتمام في الحياة، فقد انتقل ذلك الاهتمام إلى الفنون المختلفة سواء كان ذلك رسماً أو شعراً، فينظر إليها الفنان حسب نظرته الخاصة المبنية على أحاسيسه الداخلية، فيترجم تلك الأحاسيس إلى لوحات جميلة مرسومة بالريشة أو بالكلمات.
فتعبر تلك الرسومات أو الكلمات عن نفسيات من رسموها أو نظموها وما قد يرمزون إليه من خلال رسمهم ووصفهم لتلك الأبواب. ولعلنا نجد ذلك واضحاً في ما نظمه الشاعر اللبناني الكبير "جوزيف حرب" باللهجة اللبنانية الجميلة، حيث صنّف أوضاع الناس وحالاتهم من خلال وصفه الرائع لحالات الأبواب وليس لزخرفتها وفخامتها فكان من "هؤلاء الناس" اللذين صنفهم الشاعر: الإنسان السعيد (الغرقان بريحة الياسمين) ومنهم الإنسان الحزين ومنهم المشتاق ومنهم الغريب، ومنهم من هجره الناس ونسوه.

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
أبواب لكل منها قصة.

يقول الشاعر جوزيف حرب عن "الأبواب":
"فيه باب غرقان بريحة الياسمين،
فيه باب مشتاق،
فيه باب حزين،
في باب مهجور أهلو منسيين.
..
ولم يكتف الشاعر بهذا التصنيف الدقيق لأحوال أهل تلك الأبواب، بل ختم وصفه بدعوته بأن يعم الأمن والسعادة على الجميع، وأن يكون الناس متحابون فيما بينهم.
هالأرض كلها بيوت،
يا رب خليها مزيني بابواب،
ولا يحزن ولا بيت،
ولا يتسكّر باب".

ومادام حديثنا هنا عن الأبواب وعلاقتنا بها، فإنه من المهم جداً أن نشير إلى الأبواب التي لا غنى لنا عنها أبداً في حياتنا، ومنها باب الدعاء للخالق عز وجل الذي وعدنا بالاستجابة لدعائنا متى ما حققنا الشروط الصحيحة للدعاء.
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها


ومن الأبواب الموصلة للجنة بأذن الله، باب البر بالوالدين في حياتهما وبعد مماتهما والذي حثنا عليه سبحانه وتعالى في كتابه العزيز.

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
دعوة للبر بالوالدين


واختم بباب يجب أن يكون دائماً مفتوحاً بحياتنا هو "باب الأمل" بأن الغد أفضل بأذن الله متى ما عملنا بالأسباب المؤدية لتحقيق أهدافنا فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، وستظل الفرص تطرق الباب متى ما كان الأمل والعمل متناغمين ومستمرين.

  رد مع اقتباس