عرض مشاركة واحدة
قديم 09 / 10 / 2001, 32 : 10 PM   #1
الخالد 
وئامي مجتهد

 


+ رقم العضوية » 398
+ تاريخ التسجيل » 08 / 06 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 128
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

الخالد غير متواجد حالياً

افتراضي هـل أمـريكا تـنفـذ إستراتيجـية بن لادن بالحرف الواحـد !!!

بسم الله الرحمن الرحيم

"أقسم بالله العظيم رافع السماوات بغير عمد لن تحلم أمريكا ولا من يعيش في أمريكا بالأمن قبل أن نعيشه واقعا في فلسطين وقبل أن تخرج الجيوش الكافرة من أرض محمد صلى الله عليه وسلم." لم تبق لغة مشهورة في العالم إلا ترجمت لها هذه العبارة، ولم يكد يبقى شخص في العالم إلا سمعها بلغته، لكن الوقع الأكبر لهذه العبارة كان على فريقين من الناس أصاب فيهم وترا حساسا جدا. الفريق الأول هم الأمريكان الذين جربوا بن لادن دون أن يقسم ورأوا ماذا عمل دون تعهد، فكيف وقد أقسم بالله العظيم؟ لقد كان الحلم الأمريكي رمزا للنجاح في الحياة الدنيا ببيت نظيف وسيارة فارهة وحياة مريحة ووظيفة مرموقة، وحلم ببلد مستقر متماسك آمن. والأمريكي يعرف أن شخصيته وهويته جديدة على التاريخ وأنه لم يحقق حلمه بعد حتى يطول المدى بأمريكا وأهلها لأجل أن تصل لذلك. هذا ما تعارف الناس من أمريكان وغيرهم بتسميته الحلم الأمريكي أو الأمل الوطني لكل أمريكي أو مهاجر لأمريكا وهو مبني على معطيات دنيوية ترفيهية لا على معطيات روحية أو أجر وثواب وجنة بعد الممات. كيف لهذا الأمريكي وهو يعيش بمفهوم الحلم الدنيوي أن يواجه شخصا أو جماعة تبحث عن الموت مثلما يبحث هو عن الحلم الأمريكي؟ لقد وقعت هذه العبارة وقع الصاعقة على الجمهور الأمريكي وستصبح كابوسا مخيفا يحاصرهم في صحوتهم ومنامهم. ولقد عبر الكثير منهم فعلا عن هذا الشعور بما يعني أن هناك رعب حقيقي من هذه العبارة.

أما الفريق الثاني فهم المسلمون وخاصة العرب من المسلمين الذين عاشوا عقودا تحت كنف حكام يتسابقون في النذالة والعمالة والخيانة، ورأى هؤلاء بن لادن وهو يقسم بهذه العبارة بطريقة كلها عزة وثقة بالنفس وتعال على الأمريكان وشعور بأنه هو الطرف القوي المتمكن.
هؤلاء وقعت منهم كلمة بن لادن موقعا عظيما حتى قال بعضهم إنه يفتخر لأول مرة بأنه مسلم بعد أن انتقل إليه الإحساس بالثقة بالنفس والقناعة بالنصر والتمكين والشعور بعظمة الإسلام وتفاهة أمريكا كما يقول الكثير منهم. ويصف البعض ما حصل بأنه أعظم هزة في شعور للمسلمين بهويتهم منذ سقوط الخلافة الإسلامية. ويبدو أن توقيت إعلان كلمة بن لادن المسجلة وطريقة عرضها كانت مدروسة من أجل أن تعطي أكبر تأثير نفسي ممكن

أن أمريكا تنفذ بالحرف استراتيجية بن لادن ونقول الآن إن بداية الضربة العسكرية الأمريكية ليست إلااستمرارا في تنفيذ استراتيجية بن لادن من قبل الامريكان. ولعل أشد ما كان سيحزن بن لادن أن تعدل أمريكا عن قرار القتال وتقرر تناول القضية تناولا سياسيا ودبلوماسيا. لكن مراد بن لادن تحقق وبالحرف، حيث قررت أمريكا المواجهة بطريقة عالية الصيت وجيشت الجيوش وجمعت الأحلاف لأجل ذلك. وبقدر ما تريد أمريكا أن يفهم الناس أن هذا التجييش عبارة عن حلف ضد الإرهاب فإن العالم الإسلامي وخاصة العالم العربي وباكستان سيرى ذلك اجتماعا لكل قوى الكفر والنفاق ضد رجل واحد. ويبدو أن الأمريكان يحاولون أن يتناسون أن أمريكا ودول حلف شمال الأطلسي وروسيا والصين واستراليا والدول العربية وغيرها من الدول كلها تعاونت من أجل محاربة رجل واحد هو بن لادن. فإذا كانت أقوى دولة في العالم تحشد كل هذه الجيوش والقوى العالمية لحرب رجل واحد فما هو يا ترى سر هذا الرجل الذي يستطيع أن يحارب العالم؟ وما دام هذا الرجل محاربا من العالم التابع لأمريكا فما هي رسالة هذا الرجل إذن وماذا يريد؟ ثم إذا كانت أمريكا بكل قدراتها السياسية والعسكرية والاستخباراتية والمالية غير قادرة على حربه لوحدها، أفلا يكون هذا دليلا على اعتراف منها أن الرجل أقوى منها وأنها بحاجة للاستعانة بكل دول العالم الكبرى من أجل محاربته؟ وإذا كانت أمريكا تدرك أهمية ترميز الشخص عند المسلمين الذين يعانون من نقص في الأبطال فلماذا تصر على حشد العالم كله ضده لولا أنها فعلا محتاجة لهذا الحشد؟ بمعنى أن أمريكا حين تحشد هذه الأحلاف فهي بالضرورة تعترف حقيقة أن الرجل أقوى منها. فهل هناك شك أن بن لادن هو الكاسب لحد الآن؟

حرص بن لادن أن لا يبث الفيديو الذي بث أمس إلا بعد الضربة دليل آخر على أنه لايزال يملك المبادرة ويترك للخصم رد الفعل. وإذا صحت نسبة انفجاري نيروبي ودار السلام لابن لادن وأحداث 11 سبتمبر له كذلك فإن هذا دليل على أنه هو الذي يبادر ويترك لخصمه رد الفعل. وهذا الفيديو الأخير مبادرة لا توازيها ولا كل المؤتمرات الصحفية لبوش وأعضاء حكومته. ولعل الأمريكان الآن يضربون أخماسا بأسداس في تفسير معنى القسم الذي أطلقه بن لادن. لكن الأمر الأخطر من ذلك هو أن بن لادن ما دام عنده هذه القدرة على المبادرة والتصرف إعلاميا أو عسكريا بالوقت الذي يختاره فماذا يا ترى خبأ بن لادن للمرحلة القادمة في مواجهته مع الأمريكان؟

يتـبع


 

  رد مع اقتباس