عرض مشاركة واحدة
قديم 01 / 12 / 2012, 38 : 03 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي تأملات في البحر والبر

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها



أمضيت بعض الوقت في منتجع على شاطئ البحر ومعزول عن العالم الخارجي، حيث يهدف القائمون على ذلك المكان على فصل زوارهم عن أي تأثيرات خارجية.
وكان من الطبيعي أن أمضي بعض الوقت على شاطئ البحر، حيث كانت هذه الخاطرة "التأملية".

عندما تسير على شاطئ البحر الممتد، تداول النظر بين البحر والبر،
تنظر يساراً فتشاهد البحر الزاجر، والماء المائج،
فيتبادر إليك الشعور باللج المخيف،
وتلتفت يميناً فترى البر الصامت، والرمل الساكن، والساحل الأليف،
فتشعر بالسكون الذي يذكّرك بسكون الليل.

تنظر إلى البحر مرة أخرى فيجول الفكر فيما تحت تلك الأمواج من أغوار ونبات وحيوان ووحوش وحيتان، وما لا يدركه الخيال من الأحياء المائية صغيرها وكبيرها، المعروف منها والمجهول.
بينما يسرح الفكر فيما على اليابسة من البشر وبقية المخلوقات الأليف منها والوحشي.

في البر، الخليقة الساكنة المعروف أغلبها.
في البحر، الخليقة المائجة المجهول أكثرها،

قال فكتور هوكو عن صوت أمواج البحر "صوت يأتي من البحر هو غناء المجد ونشيد السعادة،
ذلك هو صوت الأمواج التي تتناجى، .بينما يغلب الحزن على سكون الأرض،
وتطغى في النهاية موسيقى الأمواج العازفة ليل نهار",

ونحن نقول إن كان الإنسان على الأرض حزيناً، فليسعد بهذا النشيد الطروب المنبعث من البحر،
عليه أن يستمع لحديث الأمواج ليستلهم قوتها وحريتها وجمالها وطربها ونشاطها.

إن الإنسان في حضارته المقيدة لحركته، وفي ظل وجود بعض القوانين الوضعية الصعبة،
عليه أن يرجع إلى البحر ليستمد منه نضارة الأمل وحرقة العمل،
وليستمد منه الحركة والصحة.

أيها البحر:
إن في لجك الزاخر وموجك الشاعر،واضطرابك الدائب، وقلقك الصاخب . .
آيات الحياة ، وأمارات القوة والإقدام.
فليرجع الإنسان إليك كلما رانت على قلبه الهموم، وغامت على عقله علل الحضارة ومفاسدها..
فلعله يتعلم منك العطاء، لأنك تعطي من كنوزك بدون حدود،
لعله يتعلم منك كيف يجمع الأحباب حوله كما تجمع المحبين على شواطئك.

  رد مع اقتباس