عرض مشاركة واحدة
قديم 22 / 08 / 2011, 40 : 01 PM   #1
عبدالله 12 
مدير المنتدى العام

 


+ رقم العضوية » 52810
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2011

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 2,588
+ معَدل التقييمْ » 1365
شكراً: 16
تم شكره 75 مرة في 68 مشاركة

عبدالله 12 غير متواجد حالياً

افتراضي الصدمة . . والأمل


جمعتني أكثر من مناسبة مع بعض الشباب من أقاربي وغيرهم ممن هم في أعمار مختلفة تتراوح بين الخامسة عشر والعشرين عاماً، حيث تدور أحاديثهم في الغالب حول مواضيع لا تخرج عن أنواع "الأيباد" و"البلاك بيري" وغيرها، أو الموضات الجديدة من ملابس وقصات شعر وغيرها، أو عن الفن والفنانين واللاعبين وخاصة من يلعبون في الأندية الأوربية منهم.
وعبثاً كنت أحاول أن أجتذبهم لنتحدث في أمور قد تعود علينا بالفائدة، ولكنّي لم أنجح في ذلك، حيث أن لهم وسائلهم وطرقهم الخاصة في التهرب مما لا يريدون الحديث عنه.
ووجدت في النهاية أنهم يعرفون الكثير والكثير عن اللاعبين الأوربيين وكذلك عن الفنانين العرب وغيرهم، بينما لا يعرفون إلا القليل جداً جداً عن تاريخنا الإسلامي والعربي، بل إن أحدهم لا يعرف عن البطل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله سوى أنه اسم لمسلسل كان يُعرض في التلفزيون قبل سنوات، بينما يقول شاب أخر أنه لا يعرف عن أسامة بن زيد رضي الله عنه إلا أنه اسم لمدرسة متوسطة في حيّهم. والأدهى من ذلك أنهم استغربوا كثيراً عندما وجدوا بأنني لا أعرف النادي الذي يلعب له اللاعب الفلاني "الأوروبي"، بل إن ابن أختي علّق على ذلك بسؤاله ليّ: "معقولة أنه فيه أحد ما يعرف نادي اللاعب الفلاني؟".
إن ما يحدث لعقول معظم شبابنا يُعتبر أمراً خطيراً، وذلك لأن معظمهم لا يعرفون تاريخنا، ولا يعرفون أن المسلمين كانوا هم الأوائل في كل شيء حميد سواء في السلم أو الحرب.
وقد يكون شبابنا محقين في نظرتهم الحالية وانبهارهم بالغرب، وذلك لأنهم لم يعرفوا عن عالمنا العربي وعالمنا الإسلامي إلا الانكسارات والواقع المؤلم الذي نعيشه في ضعف وهوان وخاصة خلال الشهور القليلة الماضية، ولذا فإنهم يرون أن الغرب هم الأقوى والأكثر تقدماً، وأننا كأمة متخلفون عن غيرنا كثيراً، ورسخ في أذهانهم بأن الغرب هم الأفضل وبالتالي يجب - في نظرهم- أن يكون الغرب هم القدوة.
وأعتقد بأن هناك أسباباً عديدة ساعدت في ترسيخ هذا الشعور لدى شبابنا، ومن أهم تلك الأسباب هي أساليب التربية في معظم المنازل والتي أفرزت شباباً لا أهداف إيجابية لديهم، ويُضاف إلى ذلك وسائل الإعلام التي ساهمت في تخدير الشباب، كما لا يمكن أن نغفل دور المناهج الدراسية في مراحل التعليم العام والتي تحتوي نسبة كبيرة منها على "حشو" من المعلومات التي لا يستفيد منها الطلبة في مستقبل حياتهم.
ومع هذا يجب أن لا نشعر باليأس ، بل يجب أن نحاول أن نعرّف أنفسنا أولاً ثم أبنائنا وإخواننا بتاريخ أمتنا المجيد ليفهموا منه أن أمتنا قد قادت العالم في السابق، ولن يُعجزها أن تعود كما كانت، وأن شبابنا يجب أن يكونوا هم الامتداد الطبيعي لتلك القيادة متى ما درسوا التاريخ جيداً ونظروا بتمعن في حضارتنا الخالدة، حضارة القيم والمبادئ، وتعلموا ما ينفع الأمة من مجالات العلم المختلفة والمفيدة، وإن الغرب وغيرهم لم يسبقونا إلا لظروف مرت بنّا كنا سبباً لمعظمها نتج عنها تخاذلنا وتفرقنا.
يجب أن نزرع فيهم البطولة وهم في طفولتهم، ونجعل تربيتهم مشابهة لتربية فاتح السند "محمد القاسم" رحمه الله، فقد رباه أبوه السلطان "مراد الثاني" بعد أن وضع هدفاً لأبنه، وشاركت أمه في ذلك مع المربين ليقود جيوش المسلمين بعد ذلك لتحقيق بشارة سيد ولد أدم رسولنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم حينما بشّر بفتح القسطنطينية:["لتُفتحن القسطنطينية ، فلنعم الأمير أميرها ، ولنعم الجيش ذلك الجيش"] ( رواه الإمام أحمد في مسنده).
وبأذن الله سيكون غدنا أفضل من يومنا، والمستقبل أكثر عزة وإشراقاً ووضوحاً.

  رد مع اقتباس