الموضوع: رياض الجنة..
عرض مشاركة واحدة
قديم 02 / 10 / 2001, 56 : 04 AM   #1
مجدولين 
عضو شرف

 


+ رقم العضوية » 15
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 3,004
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مجدولين غير متواجد حالياً

افتراضي رياض الجنة..

كلنا يشتاق إلي رياض الجنة ، ففيها نعيم لا يخطر وصفه علي البال ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) : " قال الله : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر ، فاقرءوا إن شئتم : ( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين ) . [ رواه البخاري،الحديث ]

روضة بعد النشور :
بعد انقضاء العرض والحساب ـ نسأل الله ألا نحاسب ـ يدخل الفائزون الجنة ، وفي روضة من رياضها سيفوز عباد الرحمن برؤية ربهم ، فقد روي أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) أخبره :
" أن أهل الجنة إذا دخلوا نزلوا فيها بفضل أعمالهم ثم يؤذن في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيزورون ربهم ويبرز لهم عرشه ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة فتوضع لهم منابر من نور ومنابر من لؤلؤ ومنابر من ياقوت ومنابر من زبرجد ومنابر من ذهب ومنابر من فضة ... ) [ رواه الترمذي ، من الحديث 2472 ]

لكن للصالحين روضات أخري يتمتعون بها قبل البعث والنشور ، فأين هي ؟ وهل لنا إليها من سبيل ؟
روضة قبل النشور للعبد الصالح قبل بعثه يوم القيامة روضة يعجل له بها في البرزخ ، إنها روضة من رياض الجنة لكنها في القبر ، روضة ينعم العبد الصالح فيها طوال الفترة التي يقضيها بين الممات والبعث ، فعن أبي سعيد قال : قال رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ، :" إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حُفر النار " [ رواه الترمذي ]
روضة تشد إليها الرحال :
وهناك روضة من رياض الجنة يدخلها الحي منا ، لكنها قد تكون علي مسافة بعيدة أو قريبة ، مكانها محدد ومحدود ، وقد يتزاحم الناس علي المكث فيها ، إنها الروضة التي بين قبر رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) ومنبره في المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة ، فعن عبد الله بن زيد المازني رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ) قال : " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة " )
[ رواه البخاري ، الحديث 1120 ].
فمن تيسر له زيارة مسجد رسول الله ( صلي الله عليه وسلم) يمكنه أن ينعم بالمكث في روضة من رياض الجنة ، إنها روضة يدخلها في الدنيا وهو يدعو أن ييسر الله عز وجل له دخول رياض الجنة ـ التي هي في الآخرة ـ كما يسر له دخول إحداهما وهو في الدنيا.
ولكن ما شأن من لم يستطع الحج أو العمرة أو الزيارة؟ هل له من سبيل ليفوز بشيء من رياض الجنة ، يستعين به علي متاعب الدنيا ويقرب نفسه به من أجواء الفردوس؟ إن هؤلاء غير المستطيعين كثير ،منهم المسن ومنهم المريض ، ومنهم الفقير ، ومنهم الذي شغله طلب المعاش والقوت الضروري لأهله وعياله ، لكن الله سبحانه وتعالي كريم ، فقد جعل لهؤلاء رياضاً قريبة .
روضة قريبة المنال :
كل إنسان مسلم في متناوله الآن رياض قريبة ، لقد جعل الله سبحانه وتعالي كل حلقة يذكر فيها اسمه سبحانه وتعالي روضة من رياض الجنة ، إنها الحلقات التي نتلو فيها الذكر ـ والذكر هو القرآن ـ قال تعالي : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ، وهي الحلقات التي نتدارس فيها تفسير القرآن ، قال تعالي :" كونوا ربانين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ) ، وهي الحلقات التي نطالع فيها الوحي المُنزل علي نبينا محمد ( محمد صلي الله عليه وسلم ) في السنة الشريفة ، فعن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) أنه قال : " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه .. " [ رواه أبو داود ]
إن الرياض قريبة المنال هي الحلقات التي يطرح فيها كل ما يتعلق بذلك وما يلزمه من علوم ومعارف ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) قال :" إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا " ، قالوا : وما رياض الجنة ؟ قال : (( حلق الذكر )) . [ رواه الترمذي ]
روضة تهيئها وروضة ترتع فيها :

من ظن أن حياته قصيرة أدرك أن الموت قريب ، ومن أدرك قرب الممات خاف الفوات ، ومن خاف فوات حظه من رياض الجنة التي يمر بها ـ إن مر ـ فإنه يهيئ لنفسه ولغيره رياضا ورياضا ، وعلامة حرصنا علي اغتنام التمتع برياض الجنة ليست فقط في أن نرتع فيها إذا صادفناها ، لكن الحرص يدفعنا إلي أن ندعو إليها ونستضيفها ونهيئها لغيرنا ، خاصة إذا كنا ممن وسع الله عليهم في المنزل والمكان ،وحبذا لو رتب كل منا لنفسه في كل فترة من الزمن روضتين : روضة يهيئها وروضة يرتع فيها .
أما الروضة التي تهيئها فهي الروضة التي تستضيفها في منزلك ، ومن هيأ لعباد الرحمن روضة فقد تهيأ لثواب من الله سبحانه وتعالي ، وذلك لأن له فضل الاستضافة مع الإفادة ، وأما الروضة التي ترتع فيها فهي الروضة التي تلبي الدعوة إليها .
والمرأة لها نصيبها من رياض الجنة غير منقوص ، بل وعليه زيادة ؛ ذلك أنها عندما تهيئ لأخواتها روضة من رياض الجنة في بيتها ، وتتحمل من أطفالهن ما تتحمل ، فإن لها بذلك من الأجر زيادة .
اجلس بنا نؤمن ساعة :

وفي الروضة نجدد إيماننا ، قال معاذ بن جبل رضي الله تعالي لأحد إخوانه يذكره : اجلس بنا نؤمن ساعة ، فتلقفها ابن رواحة رضي الله عنه وأهداها لأبي الدرداء رضي الله عنه وهو آخذ بيده : تعال نؤمن ساعة، إن القلب أسرع تقلباً من القدر إذا استجمعت غلياناً .
هكذا كان الواقع العملي للصحابة رضي الله عنهم ، كانوا يحثون بعضهم البعض علي الالتقاء في تلك الرياض ، لقد أوجبوا علي أنفسهم هذه الجلسات لما خافوا من سرعة تقلب القلوب ، ذلك التقلب الذي ربما كان أسرع من تقلب الماء الذي يغلي في القدور حين يغلي ، لقد عرفوا في تلك الجلسات التفكر والتأمل والتناصح ، وتفقدوا في هذه الجلسات نفوسهم لكيلا يطرأ عليها كبر أو بطر ، كما كانوا يحرسون العلم والإيمان حتي لا يتلبسا بإفراط يزيد بدعه أو تفريط يهمل إرشاداً.
لمحة تطبيقية :

لينظر كل منا إلي حاله ، وليفتقد مشاعره ووجدانه ، فإن لم يجد في نفسه خوفاً علي قلبه أن يتقلب أو ينقلب ، فليعلم أن ذلك اطمئنان الغافل ، فعن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله ( صلي الله عليه وسلم ) يكثر أن يقول (( يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينك )) فقلت : يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا ، قال :
" نعم ، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله ، يقلبها كيف يشاء " .
[ رواه الترمذي ]

أما من وجد نفسه من الذاكرين غير الغافلين، فعليه أن يرتع في رياض الجنة ، عليه أن يحرص علي روضة يداوم علي حضورها دورياً بانتظام ، وعليه إن استطاع ـ أن يهيئ لغيره روضة يكرم فيها ضيوف الرحمن .
والمرأة المسلمة أيضاً ـ وإن لم تغادر بيتها ـ يمكنها أن تعين نفسها علي خلصت نيتها وصح عزمها وصدقت رغبتها ؛ أعدت بيتها واستطاعت أن تنتصر علي الشيطان الذي ربما حاول صرفها عن هذا الخير بتخوفيها مما يمكن أن يفسده أطفال ضيوفها في بيتها من أدوات أو نظافة أو نظام ، ثم إنها إن تحملت أو تكلفت بعد ذلك شيئاً فهو عند الله في الميزان .











من كتاب في رياض الجنة..جاسم عبد الرحمن

  رد مع اقتباس