منتديات الوئام - عرض مشاركة واحدة

21 / 12 / 2010, 19 : 11 AM

ليست لدي رغبة عارمة في أنتهاج الأسلوبي الخطابي للدفاع عن بلوتو العظيم،ويمكن أن أعرض عليك عزيزي القاريء وجهة نظري بلغة جداً سهلة،فقط أطلب منك قراءة الفكرة من الداخل،وحاول الا تصيبك الحقائق البسيطة بالدهشة والأستغراب،فمنذ أن أبتكر الفينيقيون الشّكل المخروطي للكبّة،وأبدع المصريون وتفننوا في صناعة صحن الكُشري،وصمّم الشّاميون عمود الشاورما الدّوار من وحي دوران الأرض حول الشمس،ونحن نعي وندرك أن الكون لم يخلق عشوائياً،ولم يكن الخالق في يوماً ما مزاجياً، فكان كل شيئ يسيرُ بحسبان،وكانت كل الكواكب والنجوم تسبح في أفلاكها ومساراتها بأنتظام مُهيب،لا الليل سابق النهار ولا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر،غير أنه حين تصبح عين الشّك الزائغة تُمعن النظر بكل وقاحة صوب بؤبوة عين اليقين الخجولة تتلاشى الحقائق،وحين تُمْسي التخمينات الردئية الواهية على شفق غروب الأدلة الدامغة يحلك الليل،وحين تُبيت حالة التهيؤات الخادعة والخاوية على حساب سريرة الرؤية الواضحة النقية تستشري العتمة، أقول لكم حينما يكون السجود لغير الله الواحد الأحد تصبح في نظرنا جميعاً حركة السجود ماهي الا رفع مؤخرات،وأكرر حين تكون الرغبة من طرفٍ واحدٍ تتجسّد حالة الأغتصاب بكل معانيها حتى في الكتابة،فلا تستغرب إذن أخي المسلم الكريم من الفلكيين الأمريكيين الملحدين أن ينزعوا عن بلوتو العظيم صفة الكوكب،ولاتجزع حتى وأن قالوا عنه مجرد كويكب،ولاتتعجب أيضاً من طرده من قائمة المجموعة الشمسية،غير أن هذا ماتم بالفعل وللأسف الشديد في أخر مؤتمر للفلكيين العالميين في أمريكا حين قرروا بالأجماع طرد بلوتو العظيم من الحزمة الفضائية،وتجريده من لقبه السماوي بناء على شكوك واهية،وتخمينات عشوائية،وتهيؤات قضّت مضاجعهم وحدهم،وأبقوا على ثمانية كواكب فقط من أصل تسعة تمثل المجموعة الشمسية الجديدة حسب رؤيتهم القاصرة ولم يكن من بينهن بلوتو،إن بلوتو حقاً مثيراً للدهشة وهذه الأزمة بالذات ليست غريبة عليه، فهو يشعر دائماً بالفخر الخفي فيما يعاني غيره من ذلٍ صاعقٍ،فسيرة حياته العطرة أكثر غرابة ومليئة بالإعجاب الشاهق والأحداث الجِسام،بدأت عندما أطلقت عليه فتاة يافعة جميلة وشقراء أسم بلوتو ،ثم حين عَبَرَ في زمن سابق وفي رِحاب الفضاء بين نجمين خافتين فسبب في أختفاء ضوئيهما مما أربك مناظير العلماء وعدساتهم وأسطرلاباتهم فصبّوا جام غضبهم عليه،مروراً بدورانه ذات مرة مع إتجاه عقارب الساعة والتي تعد جنائية سماوية وجريمة فضائية ومخالفة فلكية رهيبة في عالم الفلك،كما أنه خيّب ظن العلماء حين أكدوا أن بلوتو سيتفتت خلال عشرة سنوات من ميلاده وإذ به يزداد كثاقة وتماسك وقوة وإناقة في الدوران مع مرور الوقت،ناهيك على أن بلوتو من الغموض بحيث عجزت كل المراكب الفضائية أن تحط على سطحه وتسبر غوره ،غير أن المضحك من الأسباب التي تحججوا بها الفلكييون في معاقبة بلوتو العظيم أنه لم يعد شفافاً كما في السابق،وأن عدم شفافية الكواكب تعد ميزة فاسقة مُستندين إلى قصة العبور والتي سببت في خبا ضوء أكثر من نجم ،ذلك العبور الفذّ الذي آفل ببعض النجوم حقاً دونما قصد من بلوتو العظيم،ليس هناك حلاً إذن من أبعاد بلوتو عن المجموعة عدا الوشاية المغرضة،والبهتان الكاذب فراهنوا على ذلك وكان لهم ما أرادوا،فأوحوا للشمس أن بلوتو تركها وبدأ في مغازلة القمر وصار يدور في فلكها عوضاً عن الدوران حولها.كما أن طيبته الزائدة وحسن ظنه وثقته المفرطة بالكواكب الأخرى دفعت بالكوكب الرمادي نبتون أن يتخطاه بخبث فاضح ليحل محله في المدار الفلكي فيصبح بلوتو تاسعاً بدلاً من ثامناً ويبتعد عن الشمس وتتجمد أواصره ويقف قلبه عن الخفقان،فبعد هذا الأحتلال المريع المفبرك،والتسلق الغريب الموشح بالمراوغة من نبتون وبمساعدة وتواطيء من الكوكب الأسود أورانوس بدأ بلوتو متهوراً،وذو مزاج حاد، فأصبح من جرا الخلل شاذاً في الدوران دونما أن يختل توازنه، فصار في نظرهم يدور بعكس دوران الشمس ،بل صوّروا للشمس تلك الزائفة على أنها حقيقة جاثمة مما سببت في حنق وغضب الشمس والنجوم عليه،بل أوشوا لها أن بلوتو تجاهل عن عمد العمل بوتيرة القاعدة الفلكية التي تقول "أن الشمس تدور حول نفسها وفي أثناء دورانها تسحب معها بقية الكواكب لتدور في فلكها" غير أن بلوتو العظيم غرّد بعيداً عنهما جميعاً في تحدي سافر يدل على قوة جليدية صلدة من صنع سطحه العتيد،أنا على الصعيد الشخصي لا أستبعد أن بلوتو نفض رداء التبعية،وملّ من سفود الحرّ وخالف بالتالي أعراف وطقوس الفلك مما سرّع في أتخاد قرار الطرد في حقه ولكنه يبقى مجرد تخمين وشك ايضاً.
الخلاصة أن ما أورده العلماء في ذلك المؤتمر المشؤوم في حق بلوتو هو في الواقع أحاديث أفك،وبراهين زائفة،ويناكف معتقداتنا الدينية،فيجب علينا نحن معشر المسلمين الا نؤمن بماورد في قرارهم الظني والذي يخالف صراحة فحوى نص قرآننا "(إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) (سورة يوسف: 4)
أي أن هناك أحد عشر كوكباً من غير الشمس والقمر يسبحون في فضاء الكون بكل مهنية بديعة،وسير خرافي،وحرفية خارقة،وجاذبية ماتعة،فحين لم يتم الكشف بعد عن كوكبين أخريين ذكرهما النص في العدد ومازالا مصيرهما مجهولاً إلى حد هذه اللحظة،بل ندين ونشجب بشدة إخفاق وعحز أتحاد الفلكيين في أكتشاف العدد الباقي من الكواكب الوارد ذكرها في النص المقدس،إن التصديق بما جاء في حيثيات نص قرار الشطب هو كفر بعينه ،ومعادة واضحة لله وعقوبتها الحرق بالنار،كما أناشد بقلب مسلم غيور وعبر مقالي هذا وزارات التعليم في وطننا العربي الكبير بعدم الرضوخ لتلك الأفتراءات المُريبة،وأعتبار بلوتو لايزال وسيظل كوكباً سياراً نيراً مُبهجاً عظيماً شامخاً كرزمياً ومن ضمن المجموعة الشمسية أياها رغم أنف ووجنة الشمس الملتهبة ومن يدور في فلكها بحكم التبعية لا من باب سنن الفضاء.
ففي حقيقة الأمر يمكن للعلماء الكفره تجريد بلوتو من لقبه،ويمكن لهم شطبه من القائمة،ويمكن لهم أيضاً محو أسمه من المناهج الدراسية في علم الفلك ،ويمكن لهم دق الآسافين بينه وبين الشمس وأفتراء الكذب عليه،ولكن من المستحيل إسقاطه أو تفتيته الا أذا أراد رب الكون ذلك (وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ) (سورة الانفطار: 2)
بقلمي/العبدالعزيز.