عرض مشاركة واحدة
قديم 12 / 08 / 2009, 26 : 06 AM   #61
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,673
+ معَدل التقييمْ » 10199
شكراً: 265
تم شكره 102 مرة في 99 مشاركة

wafei متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...

/

مذكرات مغتربة في الأفلاج (29)
أشياء لا أفهمها

وصلنا إلى المستشفى أخيرا.. أسقطت ليلى جنينها في شهره الخامس.. وتبددت أحلام الأمومة التي سبحت فيها في ليالي الوحدة.. تمزقت كل ملامح ذلك الطفل الجميل وعيناه الدائريتان ووجنتاه الورديتان ضاعت مناغاته في زحمة الأصوات الناضحة بالألم والمرارة والغربة، لقد وصفته لي مرارا..كانت تقول ضاحكة.. إنه وسيم مثل أبيه و(دبدوب ) مثلي، كانت في حالة حرجة جدا كما أخبرتنا الطبيبة وتحتاج إلى نقل دم بشكل عاجل. هاتفت زوجها وجاء مع متبرع من أهلها. بقيت في المستشفى أسبوعا ثم غادرت مع زوجها وهي تسألني وابتسامتها التي أحب تزين وجهها برغم الألم الذي يعتصر قلبها.. قالت ( كيف بتصبرين على فراقي ؟ضحكنا ثم قالت أقصد وش بتسوين الحالك ؟ قلت ربك بيدبرها، قالت جد أنا شايله همك قلت لها وانا شايلة همك ). وافترقنا وأنا أدعو الله أن يعوضها هي وزوجها خيرا.
كل الليالي التي قضتها ليلى في المستشفى كنت أتنقل بين شقق زميلاتي المغتربات. لكن هذا حل مؤقت ومتعب جدا.. لابد من حل دائم فإجازة ليلى ستمتد قرابة الشهر. فكرت كثيرا لكنني تعبت دون أن أتوصل إلى حل منطقي، لايوجد سوى أبي، أعلم أنه متعب وركبته تؤلمه لكن لابد من هذا فلا خيار أمامي.
هاتفت أبي وأخبرته بالأمر قلت له ليلى في إجازه وأنا هنا وحدي، وزميلاتي استقبلنني لبعض الوقت لكن لايوجد عندهم مكان دائم لي، ثم قلت: هل تأتي يا أبي إلى هنا ؟ أسبوع واحد على الأقل.
صمت قليلا ثم قال لابد من ذلك، لن أتركك بالطبع. اهتمي بنفسك وغدا سأكون عندك بإذن الله. أحسست براحة نفسية رغم خوفي على أبي.
في العاشرة ليلا: رن هاتفي المحمول.. يا إلهي إنه أخي فهد، استغربت اتصاله، ماذا يريد ؟ رددت عليه وسألت عن حاله وحال زوجته وأولاده. كان هاشا على غير عادته معي، قال: عرفت بأنك وحدك بعد مغادرة ليلى ؟وطلبت من أبي مرافقتك. قلت نعم.. ليس لدي خيار آخر، رد بهدوء لكن ياشيخة أبي لم تعد صحته تستحمل السفر بالباص لمسافات طويلة. سألته:ما العمل إذا ؟ قال: أنا من سيأتيك غدا. دهشت.. ماذا ؟ أنت ؟؟ قال نعم..عرفت أن المدة أسبوعان فقط أليس كذلك ؟ قلت نعم لكن يا أخي.
قاطعني( انتهينا.. سآتيك غدا، أكمل وسط ذهولي هل تحتاجين شيء من هنا ؟
ضحكت وأنا مازلت في حالة استغراب شديد، إيه أبي تمر ودي أهدي عيال سواقنا أبو رعد من تمر الحسا يحبونه )
ضحك بدوره ( أبشري بسعدك بحمّل لك السيارة نخل مو تمر كم شيخة عندي ؟ )
أغلقت الهاتف..لالالا أنا أحلم بالتأكيد،هل هذا هو فهد أخي ؟
أجبت أنا كذلك.. ولم لايكون هو ؟ كان لطيفا وحنونا حتى عصيته وجئت إلى هنا.. يبدو أنه سلم بالأمر وهو يرى نقلي وشيكا.أم تراه يدبر لي مكيدة ؟ هل سيقتلني ويرتاح مني كما قال ذات مرة؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، والله إن كان قتلي على يد أحب الناس إلي فلا ضير، أسأل الله أن يعفو عنه ويرحمني.
وصل أخي إلى الأفلاج يوم غد بعد العصر فعلا، كنت في شقتنا أعددت له الغداء وانتظرته. سلمت عليه وحمدت الله على سلامته ثم عاتبته لم لم تأت بالباص يا أخي ؟ الطريق طويلة وخطرة.
رد علي باسما لا أستغني عن سيارتي، قد نحتاج إليها ( وبعدين ماحد يموت قبل يومه وأنا أخوك). سعدت بأخي كثيرا واستمتعت بأحاديثه أكثر.
أحسست في ذاك اليوم أنني رزقت بأخ جديد، نمنا متأخرين وكلما سألته ألا ترغب في النوم ؟ جئت من طريق طويل ومتعب قال أبدا.. نامي أنت فلديك عمل في الغد. قال لي أيقظيني صباحا أنا من سيوصلك إلى المدرسة قلت له كن مستريحا تعودت على سائقنا لكنه رفض.. قال لن يوصلك غيري مادمت موجودا..فإذا غادرت اذهبي مع السائق.
أيقظته صباحا كما طلب مني.. خرج للسائق وسلم عليه وعرفه بنفسه وقال له، سأكون هنا إن شاء الله لمدة أسبوعين لذلك سأوصلهم بنفسي، وسوف أتصل بك قبل أن أغادر.
تنزهت مع أخي بسيارته كثيرا في الأفلاج ورأيت الكثير مع معالمها التي لم أرها من قبل. في عطلة نهاية الأسبوع لبينا دعوة أحد أصدقائه القدامى على الغداء في وادي الدواسر بعد أن علم بوجود أخي في الأفلاج. وتعرفت على بناتهم.. كانوا لطيفين جدا.
مازحت أخي في طريق العودة ( لديهم الكثير من البنات يافهد ولا حظت أنهم يحبونك ومحتفون بك لاتكون ناوي تاخذ وحده منهم على زوجتك، ضحك أخي طويلا قال والله بيني وبينك ياشيخة ودي ومن زمان بعد موب تو.. بس المشكله انهم مايعطون بناتهم إلا لعيال عمهن).

/

  رد مع اقتباس