عرض مشاركة واحدة
قديم 26 / 07 / 2009, 42 : 06 AM   #12
wafei 
مدير عام المنتديات

 


+ رقم العضوية » 1
+ تاريخ التسجيل » 16 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 37,683
+ معَدل التقييمْ » 10199
شكراً: 265
تم شكره 102 مرة في 99 مشاركة

wafei غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مذكرات : مغتربة في الأفلاج ...


مذكرات مغتربة في الأفلاج ( 12 )
النار ولا العار

خرجت سلمى من غرفتنا بعد نجاح اجتماع حفظ الكرامة العربي الطارئ. ورفست الباب على قسم الكفيل وزوجته فخرجت لنا أم حسن بسرعة وما أن خرجت لنا حتى اكتسحتها البنات بسيل من الكلمات بين شتم واحتجاج واعتراض حتى كلمنا الكفيل من خلف الباب خير يابنات وشصاير؟.. تكلمت سلمى:
اسمع يابو حسن أنا أكلمك بلسان خمس معلمات وأنا السادسة إحنا بنات عوايل، مايدخل غريب في وسطنا وكل وحده لو يدري زوجها ولا أبوها كان قلب عاليها واطيها.. يطلع زوج وداد الحين ولا بكره يجينا واحد من أهلنا ونطلع معه. وطبعا لن يضحي بست بقرات حلوب في سبيل واحدة .نفخ أوداجه وقال سووا طريق، عدنا بعد نجاح مخططنا إلى غرفتنا نرقب الأحداث من فتحة في جانب الباب.
دخل الكفيل أبو حسن إلى القسم الخاص بنا ووقف في وسط الصالة ونادى بأعلى صوته يا أبو أيمن.. أبوأيمن كان هذا زوج وداد فخرج من الغرفة وكأنهما أحسا بما قد دبر لهما قال له.. لا يا أبو أيمن كذا ما يصير... هالبنات أمانة عندي ومنهن زوجتك، ترضى أدّخل عليها أحد غريب؟ لم ينطق بكلمة فقط قال خلاص وصلت الفكرة وصلت، ونادى زوجته أعطيني شماغي وبرجع لك بعد شوي، وذهب مع كفيلنا.
هل سمع ضحكات الشماتة ؟ نعم أعتقد ذلك، لم نستطع إخفاءها.
أخذ زوجته وغادرا أسبوعا كاملا.
بعدها عادا ليأخذا زميلاتها نورة ومريم ويغادرون علمنا بعدها أنهم أحضروا لهم كفيلاً آخر وسكنوا بمفردهم في شقة قريبة.
في هذه الفترة وبعد مضي سنة تقريباً على اغترابنا أي في نهاية عام 1420هـ وبداية عام1421هـ بدأت وفود المغتربات في الزيادة، وبدأنا نتطلع إلى تغيير مجموعتنا إلى مكان أكثر راحة وخصوصية. لكننا لم نوفق حتى الآن بات الوضع مأزوما أكثر من ذي قبل وليلى أصبحت أكثر شرودا وصمتا بعد وفاة والدها يرحمه الله وتأجيل زواجها. كنا ننوي السياحة في أرجاء هذا المكان علها تطرد عنا بعض الضيق فكرنا بالذهاب إلى حديقة صغيرة وصفوها لنا أو إلى السوق، لكننا كنا متخوفات من الخروج فنحن لانعرف طبيعة المكان وأهله جيدا، على كل حال لاحظنا من خلال مدة إقامتنا هنا أن سكان الأفلاج في غالبهم الأعم ملتزمون جدا وهذا الأمر راق لنا كثيرا وأشعرنا بالراحة النفسية فلا تشاهد أحدا يمشي بالسيجارة علنا خوفا من محاربة المجتمع له ولا يمكن أن تشاهد متخلفا عن صلاة الجماعة في الشارع وقت الصلاة، وحتى فئة الشباب الذين عادة نجدهم في الشرقية يرتدون أحدث الموديلات ويجوبون الشوارع بسياراتهم التي تنطلق منها أصوات المسجلات عالية تجدهم هنا في الغالب يبحثون عن الرجولة الكاملة باكرا فهم يضخمون أصواتهم ويمارسون الوصاية على محارمهم وترتفع أصواتهم بالتوجيهات لأهل البيت، فضلا عن لباسهم العاقل جدا فهم عادة يرتدون الثوب القصير والغترة أو الشماغ بلا عقال ومن المواقف الطريفه التي حدثت لنا أنا وليلى أننا ذهبنا لزيارة هيا جارتنا وعندما طرقنا الباب فتح لنا طفل صغير في السادسة على مايبدو فلاطفناه بالكلام قالت له ليلى أخبارك ياعسول ؟؟ أجابها مقتضبا بخير ثم قالت له كفك يابطل ومدت يدها له، فرمقها بعينه غاضبا وهرب إلى الداخل.. لقد جرحت رجولته على مايبدو. أخبرتنا هيا لاحقا أنه يعتبر نفسه رجلا ،وقد استاء من تصرف ليلى.
كما أننا لاحظنا أن أغلب أهل الأفلاج لايستمعون للغناء و يدخلون أولادهم مدارس تحفيظ القرآن الكريم أما النساء فهن يرتدين عباءة الرأس والغطاء على الوجه وإن اضطرت المرأة للبس النقاب فيمكنها لبس نقاب يسمى (الصقر) وفيه تفتح دوائر صغيرة للعينين فقط فيكون شكل المرأة فيه كأنها صقر مقنع وبعضهن يغطين هذه الدوائر بغشاء شفاف أو مخرم، لكنني ألفته فيما بعد، وبعض النساء لا يرتدين البنطال لأنه محرم وفيه تشبه بالرجال .لذلك عندما دعتنا صديقتي شما أنا وليلى إلى بيتها لم نتشجع لتلبية دعوتها، لأننا شعرنا بالفارق الكبير بيننا وبينها واتفقنا أن نماطل شما حتى تنسى هذه الدعوة.

  رد مع اقتباس