/
عزل العيص والطيران الجوي يتدخل
ما إن حلت ساعات الفجر الأولى من صباح أمس في مركز العيص حتى تحولت البلدة إلى مكان موحش، وذلك بعدما أن أعلنت فرق الدفاع المدني حالة الاستنفار القصوى إيذانا بإخلاء سكان البلدة الذين يقدرون بعشرات الآلاف.
و نفض المركز أول من أمس على وقع هزات متوالية وصفارات الإنذار ونداءات الدفاع المدني وتنبيهاته للأهالي غبار آخر ما تبقى من هدير مركبات سكانها من المواطنين والمقيمين، بعد تعرضها لهزة بلغت قوتها 5,5درجات على مقياس ريختر أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية على إثرها أن منطقة العيص أصبحت خطرة.
و توجه المواطنون والمقيمون زرافات ووحدانا إلى مخيمات الإيواء بمنطقة الفقعلي تمهيدا لنقهلم لمناطق آمنة بالمدينة وينبع وربما جدة، بعد أن بات رحيلهم أمر حتميا مع وصول الهزات إلى درجات يخشى أن يتطور معها الحدث إلى حد قد لا يمكن احتماله، الأمر الذي جعل إدارة الدفاع المدني تدعو المواطنين والمقيمين للخروج من المركز ومن القرى والهجر التابعة له والابتعاد مسافة لا تقل عن 60 كيلو مترا.
وكانت عملية الإجلاء الإجباري من قبل الجهات المعنية لآخر المتبقين في المنطقة والذين يمثلون ما نسبته 30% من مواطنين ومقيمين بعد تعرض العيص لهزة بلغت قوتها 5,5درجات على مقياس ريختر وبعد أن أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية أن منطقة العيص أصبحت من المواقع الخطرة على المتواجدين أغلق الدفاع المدني والشرطة جميع الطرقات الرئيسية والمداخل المؤدية لمنطقة العيص حفاظا على الأرواح بعد ظهور علامات وتشققات وأدخنة من حرة الشاقة تنبئ بحدوث انبعاث وحمم بركانية وارتفاع في درجات حرارة الأرض نتيجة تزايد الهزات الأرضية بالعيص وهدمه والفرع والقراصة والعميد.
ورغم سرعة الإجلاء التي نفذها رجال الدفاع المدني في البلدة وسط هدوء اتسمت به العملية إلا أن غالبية السكان كان يعتريهم الخوف والقلق على أثر أنباء تم تناقلها عن تصاعد غاز الكبريت من جبال هجرة الهدمة، فيما حرص بعض المواطنين على اقتناء الكمامات، حيث وزع أفراد من الدفاع المدني بالعيص كمامات للمواطنين والأطفال إضافة إلى المياه والمواد الغذائية وتم نقلهم بأكثر من 70 حافلة إلى مركز الإيواء بالفقعلي (55كيلو جنوب العيص )، و ترددت أكثر من 70 حافلة على المكان لتقل السكان صوب مخيم الفقعلي 70 كيلومترا عن العيص.
وفي الوقت الذي جفت فيه الحياة في مركز العيص عج مركز الفقعلي بالحركة بعد أن تحول إلى أشبه ما يكون ببلدة مصغرة احتشدت فيها قوات الأمن بدءا بالدفاع المدني وأجهزة الشرطة وفرق الهلال الأحمر والصحة، فيما عمد المسؤولون عن المخيم إلى البدء في إيواء الأسر والأطفال مرورا بكبار السن والعجزة وصولا إلى العزاب، غير أن الكثافة البشرية التي شهدها المكان حتى ساعات الصباح دفعت بالبعض إلى النوم في مركباتهم أو في العراء. وأوضحت هيئة المساحة الجيولوجية أن الرحلات الجوية التي قامت بها على حرة الشاقة والمناطق المجاورة لها كشفت عن وجود شقوق أرضية بمنطقة النشاط الزلزالي، لافتة إلى أن الهزات الأرضية بلغت 46 هزة حتى أمس.
وبينت الهيئة أن أقصى عمق لهزة بلغ 7.7 كيلو مترات ، مؤكدة المتغيرات المصاحبة لهذا النشاط من حيث الارتفاع في درجات الحرارة وتركز غاز الرادون في بعض المناطق حول حرة الشاقة.
من جهته بين مدير عام الدفاع المدني بمنطقة المدينة المنورة اللواء صالح بن سالم المهوس أن الإخلاء الذي تم منذ صباح أمس جاء كإجراء احترازي خاصة مع تزايد نشاط الهزات الأرضية ، إضافة إلى الارتفاع في درجات الحرارة وتركز في غاز الرادون في حرة الشاقة.
وأشار المهوس في تصريحه لـ"الوطن" إلى أن كل تلك المؤشرات جعلت الإخلاء الخيار الوحيد الذي اضطرت إليه فرق الدفاع المدني في سبيل تأمين سلامة وحياة الناس.
ترتيبات الإجلاء
ولفت اللواء المهوس إلى أنه تجري الترتيبات حاليا لإجلاء كافة السكان المتواجدين في المخيم إلى المدينة المنورة وينبع وفقا لرغبة كل منهم، فيما سيتم حظر دخول أي شخص إلى المنطقة لحين إشعار آخر.
إلى ذلك يصل أمير منطقة المدينة المنورة رئيس لجنة الدفاع المدني بالمنطقة الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز إلى المدينة المنورة حيث سيعقد اجتماع لجنة الدفاع المدني اليوم، فيما سيتوجه غدا إلى مركز العيص للوقوف على الأوضاع في المنطقة كما سيتفقد مركز الإيواء ويقف على احتياجات السكان.
وقال المواطن مسلم الحجوري من سكان قرية الفرع( جنوب العيص) إن الهزات الأرضية بدأت بالتزايد بشكل مقلق مما دفعه إلى الهرب بأطفاله للمخيم قبل حدوث أي كارثة، مشيراً إلى أن منزله شعبي ومتهالك ، مشيداً بجهود الجهات المعنية وذات العلاقة حيث إنها تعمل كما ذكر الحجوري وفق منظومة واحدة .
/