عرض مشاركة واحدة
قديم 03 / 06 / 2008, 45 : 12 AM   #1
ملكة الاحساس 
مشرفة عامة

 


+ رقم العضوية » 28724
+ تاريخ التسجيل » 23 / 12 / 2006

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 22,625
+ معَدل التقييمْ » 1223
شكراً: 6
تم شكره 13 مرة في 11 مشاركة

ملكة الاحساس غير متواجد حالياً

افتراضي أشواك الأخرين......






نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أنت حائر دائما ..هل تقترب من الآخرين أم تبتعد عنهم ؟! هل تثق بهم أم تصدق ظنونك فيهم ..؟ هل تبوح لهم بأسرارك أم تكتمها عنهم .. هل تعيش في قلب الدائرة معهم .. أم تنعزل على حافتها كما يعيش الغجر في أطراف المدن و القرى .. منعزلين عنها و منفردين بأنفسهم ؟
و أنا معك في كل هذه التساؤلات أبحث عن إجابات مريحة لها و حائر معها مثلك .



فمنذ قديم الزمان و الإنسان حائر في علاقته بالآخرين يحتاج إليهم و يشكو منهم .. يشقى إذا ابتعد عنهم و يبكي إذا اقترب منهم .. لا يستطيع أن يعيش وحيدا كحيوان اللؤلؤ في قلب محارته .. و لا يستطيع أن يلتصق بالآخرين في كل لحظة من عمره و إن فعل كانت شكواه منهم كشكواه من الوحدة سواء بسواء .. فلا هو ارتاح في القرب منهم و لا هو وجد راحته في البعد عنهم .. لأن حالنا مع الآخرين كحال المتنبي مع الملوك الذين اقترب منهم طلبا للسلطان فقال عنهم :
صحبت ملوك الأرض مغتبطا بهم
و فارقتهم ملآن من ضيق صدرا !


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

و هذا هو حالنا دائما نحن البشر مع الجميع ! و ذات يوم سألني شاب هذه الأسئلة الحائرة .. فتذكرت فجأة قصة قديمة رواها أحد الأدباء عن مجموعة من " القنافد " اشتد بها البرد ذات ليلة من ليالي الشتاء فاقتربت من بعضها و تلاصقت طلبا للدفء و الأمان ، فآذتها أشواكها فأسرعت تبتعد عن بعضها ففقدت الدفء و الأمان فعادت للاقتراب من جديد بشكل يحقق لها الدفء و يحميها في نفس الوقت من أشواك الآخرين ، و يحمي الآخرين من أشواكها .. فاقتربت و لم تقترب .. و ابتعدت و لم تبتعد .. و هكذا حلت مشكلتها ، و هكذا أيضا ينبغي أن يفعل الإنسان !

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فالاقتراب لشديد من الجميع قد يغرس أشوكهم فينا و يغرس أشواكنا فيهم .. و البعد عنهم أيضا يفقدنا الأمان و الدفء و يجعل الحياة قاسية و مريرة لهذا فنحن في حاجة دائما إلى أن نتلامس مع الآخرين .. و لكن بغير اقتراب شديد يفتح أبواب المتاعب ،


تبوح بســـرك ضيقا به ....و تبغي لـســرك من يكـتـــم ؟


و أنت ترى أن من حقك أن تنتقد الآخرين و أن تذكر معايبهم لكنك تتألم كثيرا إذا مارسوا معك نفس الهواية فآذوك بألسنتهم و ذكروا معايبك ، .. و أنت قد لا تستطيع دائما أن تكف ألسنة الآخرين عنك لكنك تستطيع على الأقل أن تتجنب الكثير منها إذا التزمت في حياتك الشخصية بالتعفف عن ذكر عيوب الآخرين و عوراتهم و إذا صنت عينك عن عيوب الآخرين كما يطالبك الإمام الشافعي و قلت معه دائما : " يا عين للناس أعين " ! . أي لهم أعين ترى يا عين عيوبي فلا تري عيوبهم لكيلا يروا عيوبي .. و هذه و تلك بعض مشاكلنا مع الآخرين و بعض مشاكل الآخرين معنا .. و مع كل ذلك فالحياة جديرة دائما بأن نحياها .. و نحن الذين نستطيع أن نجعل منها رحلة هادئة مأمونة من الخوف و الألم و العذاب .


و كل رحلة تحتاج إلى رفاق سفر نستعين بهم ( بعد الله سبحانه ) على وحشة الطريق و نلتمس لديهم الدفء و الأنس و الصحبة .. و علينا أن نفعل ذلك دائما و لكن بشرط أن نتعلم الحكمة من القنافد في اقترابها



مما راق لي







 

  رد مع اقتباس