28 / 12 / 2006, 06 : 04 PM
|
#2
|
مشرفة عامة
|
+
رقم العضوية »
27327
|
+
تاريخ التسجيل
»
16 / 10 / 2006
|
+
الجنسْ
»
|
+
الإقآمـہ
»
|
+
مَجموع المشَارگات »
10,887 |
+
معَدل التقييمْ »
911 |
شكراً: 0
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
|
ذبذبات الخوف
يقول فيليكس جاكسون في كتابه "فكر تصبح غنيا": "تمر ذبذبات الخوف من عقل إلى آخر بسرعة مماثلة لسرعة انطلاق الصوت البشري من الإذاعة وصولا إلى جهاز الراديو.
والشخص الذي يعبر بكلمات من فمه عن أفكار سلبية أو هدامة لا بد أن يعاني من نتائج تلك الكلمات بشكل ارتدادي، وحتى إطلاق الدوافع الفكرية الهدامة وحدها دون مساعدة الكلمات يولد ارتدادا متعددا..
أولا الشخص الذي يطلق أفكارا ذات طبيعة هدامة يجب أن يعاني من الضرر الناتج عن تفكك في وظيفة الخيال المبدع في عقله.
ثانيا يؤدي تواجد أي مشاعر هدامة في العقل إلى تطوير شخصية سلبية ينفر منها الآخرون وتبعد الآخرين عنها وتحولهم إلى أعداء ومعادين.
والمصدر الثالث للضرر الناتج للشخص الذي يطلق أفكارا سلبية أو يرعاها كامن في حقيقة مهمة؛ هي أن تلك الأفكار السلبية ليست مضرة بالآخرين فقط بل هي تنغرس في العقل الباطني للشخص الذي يطلقها وتصبح جزءا من شخصيته".
هذا يؤكد أن الأفكار السلبية تؤثر على قائلها أيضا فتزيده إحباطا فوق إحباطه، ويستمر الأمر وكأنه دائرة مغلقة؛ لذا نجد دائما أنه من الصعب أن تقنع الشخص المتشائم بأن الحياة ليست أبدا بذلك السوء الذي يراها به.
والأفكار الهدامة والمثبطة للعزائم ليس بالضرروة مصدرها الأصدقاء أو الجلساء، بل إنها موجودة حولنا في كل مكان، خصوصا ونحن نعيش وسط هذا التقدم العلمي الكبير، الإعلامي على وجه الخصوص.
فأخبار الحروب والزلازل والكوارث تؤثر سلبا وبشدة على نمط تفكيرنا وتشوش على تفاؤله إن كان متفائلا، وتزيد في تشاؤمه إن كان متشائما.
الأفكار السلبية
إن كمية الأفكار السلبية والأخبار السلبية في الجرائد والمجلات والقنوات هي بالتأكيد أكبر بكثير من نقيضها، وإن لم يكن للمرء برنامج معين ومحاذير في مشاهدة التلفاز ومطالعة الجرائد فهو بالتأكيد سيصل إلى حالة رهيبة من اليأس دون أدنى شك.
كما لا يخفى بالتأكيد مدى التأثير الذي تتركه وسائل الإعلام على الفرد منا، وقد كتب في هذا مقالات وكتب كثيرة وسال مداد أكثر، وليس المقام مناسبا للحديث عن هذا الموضوع. لكنه واضح للعيان، وكلنا نعرفه.
وللتأكد من ذلك قارن بين نفسيتك بعد مشاهدتك لبرنامج اقتصادي حماسي وبرنامج ديني بما فيه من الطمأنينة والسكينة. وبين نفسيتك بعد أن شاهدت قتلى الحروب أو استمعت إلى إحدى الأغنيات التي لا تكف عن الولولة عن الحبيب الغائب، رغم ما قد يبدو في هذه الأخيرة من دسم.. لكنه للأسف مملوء سمّا.
ولعلك ستفاجأ لو علمت أن أحد الإحصاءات خلص إلى أن 75% من طاقة الإنسان يمكن أن تهدر في أشياء تشوش حياة الشخص.
شعرة رفيعة
لكن من المنصف -أخيرا- أن نلاحظ هنا تلك الشعرة الرفيعة التي تفصل التفاؤل عن السذاجة والتشاؤم عن الواقعية. فالمؤمن متفائل، وأفكاره دائما جذابة، لكنه أيضا حذر ومتابع لما يدور حوله كما قال صلى الله عليه وسلم: "المؤمن كيس فطن".. لذا وجب التحذير من فهم التفاؤل على أنه اتكال وثقة مطلقة وحديث دائم عن أن "كل شيء سيكون على ما يرام" لمجرد أننا نراه كذلك.
لقد تعلمنا من ديننا القصد في كل شيء، وأمتنا أمة وسط.. لذا وجب التعامل مع هذا الأمر أيضا بنفس الطريقة والتفريق بين أن تكون هاربا من النجاح وهاربا نحو النجاح.
نقلا من موقع إسلام أون لاين
|
|
.
.
ربي يسعد ايامك ياشيخنا
|
|
|