الموضوع: دعوة المضطر
عرض مشاركة واحدة
قديم 13 / 07 / 2001, 20 : 01 AM   #1
مجدولين 
عضو شرف

 


+ رقم العضوية » 15
+ تاريخ التسجيل » 17 / 04 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 3,004
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مجدولين غير متواجد حالياً

افتراضي دعوة المضطر

تأملت حالة عجيبة ، وهي أن المؤمن تنزل به النازلة فيدعو ،ويبالغ ، فلا يرى أثراً للإجابة .

فإذا قارب اليأس نُُظر حينئذ إلى فلبه ، فإن كان رضيا ًبالأقدار،
غير قنوط من فضل الله عز وجل ، فالغالب تعجيل الإجابة حينئذ ، لأن هناك يصلح ، الإيمان ويهزم الشيطان ، وهناك تبين مقادير الرجال.

وقد أشير إلى هذا في قوله تعالى : "حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله".

وكذلك جرى ليعقوب عليه السلام فإنه لما فقد ولداً ، وطال الأمر عليه ، لم ييأس من الفرج ، فأخذ ولده الآخر ، ولم ينقطع أمله من فضل ربه " أن يأتيني بهم جميعاً".

وكذلك قال زكريا عليه السلام : " ولم أكن بدعائك ربي شقياً "

فإياك أن تستطيل مدة الإجابة ، وكن ناظراً إلى أنه المالك ، وإلى أنه الحكيم في التدبير ، والعالم بالمصالح ، وإلى أنه يريد اختبارك ليبلو أسرارك ، وإلى انه يريد أن يرى تضرعك ، وإلى أنه يريد أن يأجرك بصبرك ، إلى غير ذلك ، وإلى غير ذلك . وإلى أنه يبتليك بالتأخير لتحارب وسوسة إبليس.

وكل واحدة من هذه الأشياء تقوى الظن في فضله ، وتوجب الشكر له ، إذ أهلك بالبلاء، للالتفات إلى سؤاله ، وفقر المضطر إلى اللجأ إليه غنى كله.



كتاب صيد الخاطر - ابن الجوزي البغدادي

  رد مع اقتباس