عرض مشاركة واحدة
قديم 08 / 04 / 2004, 45 : 10 PM   #47
غيث السماء 
فراشة الوئام

 


+ رقم العضوية » 8853
+ تاريخ التسجيل » 27 / 11 / 2003

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 4,247
+ معَدل التقييمْ » 251
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

غيث السماء غير متواجد حالياً

افتراضي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فالعقاب: طريقة تلجأ إليها المربية عندما تُخفق الطرق العادية عندها (من تعلم، وتعاون، ونظام) والعقاب ليس
مرادفا للتربية، حيث يظن البعض أن التربية تعني الضرب والشدة والتحقير... بينما الواجب ألا يغفل المربي عن
مساعدة الناشئ للوصول إلى أقصى كمال ممكن؛ فيسعى إلى إسعاد الطفل وتهذيبه من غير إرهاق له ولا تدليل،
فالأصل ألا يعالج المسيء بالضرب أو القسوة؛ إذ يؤكد الواقع أن العقاب تقل الحاجة إليه كلما ازدادت حكمة
المربية، إذ تبتعد عن الأسباب المؤدية إلى العقاب، كأن تبعد الطفل عن مواقف العصيان والتمرد.. (فكيف تمنعه
مثلا من إكمال لعبة يحبها وينسجم معها، ثم تحذره من العصيان؟!)؛ لذا كانت المعاملة المبنية على الحب
والعطف، لا الإرهاب والقمع، هي خير معين للوصول إلى النتائج المرجوة، وقد قال تعالى: {.. وَلَوْ كُنتَ فَظًّا
غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ..} [آل عمران:159]، فالمربية الناجحة تعطف على صغارها وتعالج أخطاءهم
بحزم وصبر وأناة وتحمل، فلا تكون سريعة الغضب كثيرة الأوامر؛ لئلا تفقد احترام أطفالها.


وبذلك يتدرب الصغار على محاسبة أنفسهم فيبتعدون عن الأنانية وحب الذات، وهكذا.. تراعي أحوال أطفالها،
وتقدر العقوبة بحسب الحال.

ولا تلجأ إلى العقوبة الأشد إذا كانت الأخف كافية، فمن كان يتلقى التشجيع تكون عقوبته الكف عن التشجيع، وقد
تكون الإعراض عن الطفل وعدم الرضا، وقد تكون العبوس والزجر.. إلى الحرمان من الأشياء المحببة للطفل. أما
الضرب فلا ضرورة له البتة، ذلك أن من يعتاد الضرب يتبلد حسه، ولن يزجره وجه عابس، ولا صوت غاضب،
ولا تهديد ووعيد، وكثيرا ما يعبر الأطفال عن استهانتهم بعقوبة الضرب وإقدامهم المقصود على المخالفة
بقولهم: "ضربة تفوت ولا أحد يموت"، وأي عقوبة قد تظل شيئاً مرهوناً في بادئ الأمر، ولكنها إن تكررت
كثيراً تفقد شيئاً من تأثيرها كل مرة.


وأخيراً، فالمربية في يقظة تامة، ومتابعة مستمرة لأطفالها ومحاسبة لنفسها، تراعي في تصرفاتها أن تكون
بحكمة وروية. وأن تكون طريقها في التربية خالية من الفوضى، وبنظام خال من التزمت، حازمة؛ لأنها تعلم
أنها لن تسدي لطفلها صنيعاً إن استسلمت لرغبته، فبالحزم يتعلم الطفل التعامل مع بعض الظروف القاسية في
المستقبل إذا خرج إلى معترك الحياة.

لا يفوتها تشجيع ذي الخلق من أطفالها، ولا الحزم مع العابث المؤذي؛ فتحاول انتشاله مما هو فيه، مراعية تناسب
العقاب مع الخط.

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

.


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

  رد مع اقتباس