عرض مشاركة واحدة
قديم 29 / 11 / 2003, 10 : 04 PM   #1
أبو حجز 
ينتظر تأكيد البريد

 


+ رقم العضوية » 8867
+ تاريخ التسجيل » 29 / 11 / 2003

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 20
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

أبو حجز غير متواجد حالياً

افتراضي التوسل بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم

أدلة على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم
1- توسل سيدنا آدم ( عليه السلام ) بالنبي صلى الله عليه وسلم:
وقد جاء في الحديث أن آدم عليه السلام توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم . قال الحاكم في المستدرك : حدثنا أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور العدل حدثنا أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا أبو الحارث عبد الله بن مسلم الفهري حدثنا إسماعيل بن مسلمة أنبأنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن جده عن عمر - رضي الله عنه - قال (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما اقترف آدم الخطيئة قال : يارب أسألك بحق محمد لما غفرت لي فقال الله : يا آدم وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه ؟ قال : يارب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا اله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله : ادعني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك ).
أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه ( ج2 ص 651) ورواه الحافظ السيوطي في الخصائص النبوية وصححه. ورواه البيهقي في دلائل النبوة وهو لا يروي الموضوعات كما صرح بذلك في مقدمة كتابه وصححه أيضاً القسطلاني والزرقاني في المواهب اللدنية (ج2 ص62) والسبكي في شفاء السقام قال الحافظ الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم(مجمع الزوائدج8ص253)
وجاء من طريق آخر عن ابن عباس بلفظ: فلولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار.
رواه الحاكم في المستدرك(ج2ص651) وقال :صحيح الإسناد .
وصححه شيخ الإسلام البلقيني في فتاويه . ورواه أيضا الشيخ ابن الجوزي في الوفا في أول كتابه ونقله ابن كثير في البداية (ج1ص180) .
وقد خالف في ذلك بعض العلماء فتكلم في درجة الحديث ورد وحكم بوضعه كالذهبي وغيره وبغضهم حكم بضعفه وبعضهم حكم بنكارته وبهذا يظهر أنه لم تتفق كلمتهم على حكم واحد وعليه فالمسألة يدور البحث فيها بين الإثبات والنفي والرد والقبول والتوقف بناء على اختلافهم في درجة الحديث وهذا من ناحية السند والثبوت . أما من ناحية المعنى فالنترك المجال لشيخ الإسلام بن تيمية ليحدثنا عنه .

رأي ابن تيمية في الحديث :
روى ابن تيمية حديثين في هذا الموضوع وأوردهما مستشهداً بهما فقال : روى أبو الفرج ابن الجوزي بسنده إلى ميسرة قال : قلت يا رسول الله متى كنت نبياً ؟ قال ( لما خلق الله الأرض واستوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وخلق العرش كتب على ساق العرش محمد رسول الله خاتم الأنبياء وخلق الله الجنة التي أسكنها آدم وحواء فكتب اسمي على الأبواب والأوراق والقباب والخيام وآدم بين الروح والجسد فلما أحياه الله تعالى نظر إلى العرش فرأى اسمي فأخبره الله أنه سيد ولدك فلما غراهما الشيطان تابا واستشفعا باسمي إليه )
روى أبو نعيم الحافظ في كتاب دلائل النبوة ومن طريق الشيخ ابن فرج حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن رشيد حدثنا أحمد بن سعيد الفهري حدثنا عبد الله بن إسماعيل المدني عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لما أصاب آدم الخطيئة رفع رأسه فقال : يا رب بحق محمد ألا غفرت لي فأوحى إليه وما محمد ؟ ومن محمد ؟ فقال : يا رب إنك لما أتممت خلقي رفعت رأسي إلى عرشك فذا عليه مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنه أكرم خلقك عليك إذ قرنت اسمه مع اسمك فقال نعم قد غفرت لك وهو آخر الأنبياء من ذريتك ولولاه ما خلقتك )
فهذا الحديث يؤيد الذي قبله وهما كالتفسير للأحاديث الصحيحة ( اهـ من الفتاوى ج2 ص150)
قلت : فهذا يدل على أن الحديث عند ابن تيمية صالح للاستشهاد والاعتبار لأن الموضوع أو الباطل لا يستشهد به عند المحدثين وأنت ترى أن الشيخ استشهد به هنا على التفسير.

تصحيح ابن تيمية لمعنى هذه الخصوصية :
تكلم الشيخ ابن تيمية عن هذه المسألة كلاماً جيدا نفيسا يدل على عقل وبصيرة واتزان كبير فهو وإن كان قد نفى وجود حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى (وهذا حسب عليه في ذاك الوقت )
إلا أنه رجع فأيد المعنى وفسره تفسيرا معقولا وأثبت فيه صحة القول وهو بهذا يرد ردا واضحاً على من زعم أن ذلك شرك أو كفر وعلى من زعم أن المعنى فاسد وباطل وعلى من زعم أن فيه قدحا في مقام التوحيد والتنزيه وما هو إلا الهوى والعمى وسوء الفهم وضيق العقل فالله ينور بصائرنا ويرشدنا إلى الحق والصواب وهو الهادي إلى سواء السبيل .
قال الشيخ الإمام ابن تيمية في الفتاوى (ج11ص96)
ومحمد سيد ولد آدم وأفضل الخلق وأكرمهم عليه ومن هنا قال من قال : إن الله خلق من أجله العالم أو أنه لولا هو لما خلق عرشا ولا كرسيا ولا سماء ولا أرضا ولا شمسا ولا قمرا، ولكن ليس هذا حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم لا صحيحا ولا ضعيفا ولم ينقله أحد من أهل العلم بالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بل ولا يعرف عن الصحابة بل هو كلام لا يدرى قائله ويمكن أن يفسر بوجه صحيح كقوله تعالى ((سخر لكم ما في السموات وما في الأرض )) وقوله تعالى ((وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وآتاكم من كل ما سألتم وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )) وأمثال ذلك من الآيات التي يبين فيها أنه خلق المخلوقات لبني آدم ما فيها من المنفعة وما أسبغ عليهم من النعمة.
فإذا قيل :فعل كذا لكذا لم يقتض أن لا يكون فيه حكمة أخرى وكذلك قول القائل لولا كذا ما خلق كذا لا يقتضي أن لا يكون فيه حكم أخرى عظيمة , بل يقتضي إذا كان أفضل صالحي بني آدم محمد وكانت خلقته غاية مطلوبة وحكمة بالغة مقصودة (أعظم) من غيره صار تمام الخلق ونهاية الكمال حصل بمحمد صلى الله عليه وسلم (1هـ من الفتاوى)

حاصل البحث في درجة الحديث:
والحاصل أن هذا الحديث صححه ونقله جماعة من فحول العلماء وأئمة الحديث وحفاظه الذين لهم مقامهم المعروف ومكانتهم العالية وهم الأمناء عل السنة النبوية فنهم الحاكم والسيوطي والسبكي والبلقني .
ونقله البيهقي في كتابه الذي شرط فيه أن لا يخرج الموضوعات والذي قال فيه الذهبي : عليك به فإنه كله هدى ونور .( كذا في شرح المواهب وغيره)
وذكره ابن كثير في البداية واستشهد به ابن تيمية في الفتاوى وكون العلماء اختلفوا فيه فرده بعضهم وقبله البعض ليس بغريب لأن كثيرا من الأحاديث النبوية جرى فيها الخلاف بأكثر من هذا وانتقدها النقاد بأعظم من هذا .
وبسبب ذلك ظهرت هذه المؤلفات العظيمة وفيها الاستدلالات والتعقبات والمراجعات والمؤاخذات ولم يصل ذلك إلى الرمي بالشرك والكفر والضلال والخروج عن دائرة الإيمان لأجل الاختلافات في درجة حديث من الأحاديث وهذا الحديث من جملة تلك الأحاديث.

فوائد مهمة في الحديث :
قبل أن يتشرف العالم بوجوده صلى الله عليه وسلم وأن المدار في صحة التوسل على أن يكون للمتوسل به القدر الرفيع عند الله عز وجل وأنه لا يشترط كونه حياً في دار الدنيا ، ومنه يعلم أن القول بأن التوسل لا يصح بأحد إلا وقت حياته في دار الدنيا قول من اتبع هواه بغير هدى من الله .



2- الحديث الذي رواه الترمذي وصححه ( إن النبي صلى الله عليه وسلم علم شخصاً أن يقول ( اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي حاجتي فشفعه في ) ...




3- عن عثمان بن حنيف رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءه رجل ضرير فشكا إليه ذهاب بصره فقال : يا رسول الله ليس لي قائد وقد شق علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ائت الميضاة فتوضأ ثم صلي ركعتين ثم قل الله إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيجلي لي عن بصري اللهم شفعه في وشفعني في نفسي قال عثمان : فوالله ما تفرقنا ولا طال بنا الحديث حتى دخل الرجل وكأنه لم يكن به ضر)...
قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وقال الذهبي عن الحديث أنه صحيح ( ج1 ص 519 ) .
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
من حديث أبي جعفر وهو غير الخطمى .
ذكره في آخر السنن في أبواب الدعوات .
قال المنذرى ورواه أيضاً النسائي وابن ماجة وابن خزيمة في تصحيحه ( كذا في الترغيب كتاب النوافل باب الترغيب في صلاة الحاجة ( ج1 ص438)
وليس هذا خاصاً بحياة النبي صلى الله عليه وسلم بل قد استعمل بعض الصحابة هذه الصيغة من التوسل بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فقد روى الطبراني هذا الحديث وذكر في أوله قصة وهي أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه في حاجة وكان عثمان رضي الله عنه لا يلتفت إليه ولا ينظر في حاجته فلقي الرجل عثمان بن حنيف فشكا ذلك إليه فقال له عثمان بن حنيف ائت الميضاة فتوضأ ثم ائت المسجد فصل فيه ركعتين ثم قل : الله إني أسألك وأتوجه إليك بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة يا محمد إني أتوجه بك إلى ربك فيقضي حاجتي وتذكر حاجتك...
فانطلق الرجل فصنع ما قال له ثم أتى باب عثمان فجاء البواب حتى أخذه بيده فأدخله على عثمان فأجلسه معه على الطنفسة وقال : ما حاجتك ؟ فذكر حاجته فقضاها له ثم قال : ما ذكرت حاجتك حتى كانت هذه الساعة ثم قال ما كانت لك حاجة فائتنا ثم إن الرجل لما خرج من عنده لقي عثمان ابن حنيف وقال له : جزاك الله خيراً ما كان ينظر في حاجتي ولا يلتفت إلي حتى كلمته في فقال عثمان بن حنيف : والله ما كلمته ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال الشيخ ابن تيمية قال الطبراني روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر واسمه عمر بن يزيد وهو ثقة تفرد به عثمان بن عمر عن شعبة قال أبو عبد الله المقدسي والحديث صحيح .



4- أخرج البخاري في صحيحه عن أنس أن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه –
كانوا إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال ( اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا)
وأخرج الزبير بن بكار في الأنساب من طريق غيره هذه القصة بأبسط من هذا وتلخيصها – عن عبد الله بن عمر قال استقى عمر بن الخطاب عام الرمادة ( بفتح الراء وتخفيف الميم ) سميت بذلك لكثرة تطاير الرماد لاحتباس المطر بالعباس بن عبد المطلب فخطب بالناس فقال : يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرى للعباس ما يرى الولد للوالد فافتدوا أيها الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في عمه العباس واتخذوه وسيلة إلى الله : ادع يا عباس فكان من دعائه رضي الله عنه اللهم إنه لم ينزل بلاء إلا بذنب ولم يكشف إلا بتوبة – وقد توجه القوم بي إليك لمكاني من نبيك وهذه أيدينا إليك بالذنوب ونواصينا إليك بالتوبة فاسقنا الغيث واحفظ اللهم نبيك في عمه . فأرخت السماء مثل الجبال حتى أخصبت الأرض وعاش الناس وأقبل الناس على العباس يتمسحون به ويقولون له هنيئاً لك يا ساقي الحرمين .
وقد قدم العباس للاستسقاء تعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتفخيماً لأهله وتقديماً لعمه صلى الله عليه وآله وسلم على نفسه ومبالغة في التوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم ما استطاع .


يتبع

  رد مع اقتباس