المحطة الأولى : السنة الأولى للزواج
المحطة الثانية : مع ولادة كل طفل جديد
يتعرض الزواج في بعض مراحله إلى متاعب تضعه أمام انفصال الزوجين ، يقول الدكتور ابراهيم الكامل – جامعة القاهرة : ,, إن الانفصال يحدث غالبا في السنة الأولى نتيجة لاختلاف طبيعة العادات والتقاليد التي يربى عليها كلمن الزوج والزوجة ,, .
ويروى تجربته : ( مررت بهذا الخطر ، وأوشك زواجي علي الفشل في السنة الأولى لعدم قدرة زوجتي على التوفيق بين عملها ومسؤولياتها الجديدة كزوجة ولكن نظرا لاتفاقنا منذ البداية وحرصنا على إبعاد أسرتينا عن أي خلاف يحدث بيننا ، استطعنا اجتياز الأزمة ، وقد تعلمنا من هذه الأزمة أنه إذا اختلف الزوج مع زوجته فيجب ألا يترك أحدهما المنزل لأن وجودهما معاً سيجعلهما يسرعان بإزالة أسباب سوء التفاهم ).
أصعب سنوات الزواج
وترى أ/خ ، مديرة مدرسة خاصة في القاهرة ، أن صعوبات الحياة الزوجية تختلف من سنة إلى أخرى وهى توافق على أن السنة الأولى تمثل أصعب سنوات الزواج ففيها يبدأ كل من الزوجين التعود على طباع الآخر . وتقول : إن الخلافات تقع حتما ولكن إذا كان الحب موجودا بينهما ، فإن هذه الصعوبات تمر على خير ، لكن فشل الزوجين في التفاهم قد يوصل الأمر إلى حد العداوة بينهما ، وقد قابلت بعض المشكلات في بداية حياتي الزوجية بسبب اختلاف الطباع بيني وبين زوجي إلا أننا استطعنا أن نجد نقاط اتفاق ، ، ويقلل من التضحية المتبادلة تغلبنا على مشكلاتنا واستمرت حياتنا معاً .
وترى سعاد الديب أن أولى أزمات الزواج تظهر في إنجاب الأطفال ، "ففي بداية الزواج تكون السعادة هي المسيطرة على العلاقة بين الزوجين ، حيث النزهات والرغبة في التقارب والانطلاق من مكان إلي آخر ، وما أن يأتي الطفل الأول حتى يطغي شعور الأمومة عند الزوجة وتعطي وقتها كله لطفلها ، ويزيد من تأزم الأمر إن كانت مرتبطة بعمل ".
مشغول بالعمل
وقد يمثل عمل الزوج وانشغاله الدائم أزمة وموجة أخرى تتعرض لها الحياة الأسرية في بدايتها ، وتقول الدكتورة سميحة النقيب :" كانت أشد أزمة واجهتني في العام الأول وحتى العام الخامس هي انشغال زوجي الدائم بعمله ورغبته الأكيدة في إثبات نفسه في العمل بصورة كانت تتطلب غيابه ساعات طويلة عن المنزل ، وسفره للخارج ، وكان هذا التصرف يقلقني جداً ويزعجني كعروس جديدة ، ولكن مع مرور الوقت أدركت أن كل هذا التعب والجهد الذي يبذله زوجي كان لمصلحة أسرتنا ، وأن الزوج ليس من الضروري أن يظل بجوار زوجته دائم ليؤكد لها حبه ، فكفاحه في العمل وإثباته ذاته وبناء مستقبله ، كل ذلك دليل حبه ، ورغبة في استمرار الأسرة ، وعند إدراكي ذلك انتهت متاعب السنين الخمس الأولى للزواج ".
العبور بأمان
يعتقد الدكتور سعيد عبد العظيم أستاذ الطب النفسي في جامعة القاهرة :إن هناك مراحل أو محطات قد يتوقف عندها
قطار الزواج ،ولكي نتمكن من الحيلولة دون وقوف القطار لابد أن يعلم الزوجان هذه المحطات ويستعدا لمواجهتها ويضيف قائلا :تكون السنة الأولى من الزواج خطيرة جدا ،خاصة إذا كان الزواج غير مدروس أو قائما علي عواطف غير قوية .
ويقول :إن الخطر الثاني قد ينشأ عند البعض مع ولادة كل طفل جديد ،لآن الزوجة تهتم بطفلها الجديد ،وتهمل زوجها، وإذا حدث الاتفاق نجد أن الأطفال يزيدون من التقارب بين الزوجين .
واجتياز محطات الأزمات يتطلب التدقيق في الاختيار وعدم السرعة قبل الارتباط .وعدم الدخول في زواج قائم علي المصالح ويفتقر إلي التكامل الحقيقي ،لان مثل هذا الزواج إن استمر –يكون بمثابة رحلة عذاب لا تنتهي .ويقول: إن من المهم أن يعرف الزوجان كيف يتجاوزان مشكلات الحياة الزوجية ؛بل وتدريب النفس علي أن الاختلاف والتشاجر شيء عادي وطبيعي ولا يجب أن يتحول إلي أزمة حقيقية بين الزوجين تصل إلي حد الانفصال ،ولا بد أن نؤمن ونحن نمر بأي خلاف أنه يجب أن ينتهي دون حدوث خسائر .

وصفة إسلامية

ويورد الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر وصفة إسلامية لتفادي مخاطر الحياة الزوجية ،فيقول :إن الله سبحانه وتعالي شرع الزواج ليجمع بين الرجل والمرأة في جو من المودة والرحمة والطمأنينة .
ويقول سبحانه وتعالي في الآية 21من سورة الروم ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )صدق الله العظيم .
ومعني السكن هو أن يجد الإنسان راحته مع شريك حياته ويشعر معه بالأمن والأمان ،وهذا لا يحدث إلا إذا كانت الزوجة علي دين وخلق ،ولذلك يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم :اظفر بذات الدين تربت يداك .. ويحثنا علي التدقيق في اختيار كلا الزوجين للآخر .




زهرة الخليج -26 أغسطس-2000