منتديات الوئام - عرض مشاركة واحدة

22 / 01 / 2003, 48 : 01 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السم الذي لم يقتل
قصة شعبية من الصين

كان يا ما كان في قديم الزمان في بلاد الصين فتاة اسمها لي لي... تزوجت لي لي وانتقلت لتعيش في بيت الزوجية مع زوجها وحماتها. وخلال مدة قصيرة، وجدت لي لي بانها لم تستطع ان تتاقلم في حياتها الجديدةخصوصا مع وجود حماتها معها تحت سقف واحد. فشخصية لي لي غير شخصية الحماة، فلي لي كانت سريعة الغضب، بالاضافة الى ان الحماة كانت دائما تنتقد لي لي في كل اعمالها... مرت الايام والاسابيع وما زالت الحياة في المنزل بين كر وفرومما زاد الوضع تعقيدا ان العادة في الصين جرت بان على زوجة الابن ان تنحني يوميا لحماتها وان تطيعها في كل امر. اما الزوج فقد بات حائرا بين زوجته وامه وعاش في صراع دائم.

ولكن لي لي لم تستطع ان تحتمل الوضع اكثر، ولم تعد تطيق سيطرة حماتها المطلقة على المنزل فعزمت على حل الازمة ولو بمفردها...

قصدت لي لي صديف والدها الحميم مستر هوانغ الذي يبيع الاعشاب الطبية للتداوي. شرحت له قصتها ووضعهاوطلبت منه ان يعطيها سما كي تحل ازمتها علىطريقة كن فيكون. لقد ظنت بان قتلها لحماتها سيحل مشاكلها. فكر مستر هوانغ مليا ثم ابتدرها قائلا: "لي لي انا اريد مساعدتك، ولكن عليك تنفيذ ما أطلبه منك حرفا بحرف..."
- "سأفعل. أعدك سأنفذ كل كل ما تطلبه" ردت بسرعة
أحضر مستر هوانغ صرة فيها اعشابا ولفها وناولها للي لي قائلا: "الافضل الا اعطيك سما سريع الفعالية، لانك ستكونين في موضع شك، والكل سيتهمك بانك انت التي قتلت حماتك. لذلك ساعطيك بضعة انواع من الاعشاب التي تؤذي الجسم وتسممه تدريجيا. يوميا اعدي لحماتك طبق الطعام المفضل لديها وضعي قليلا من هذه الاعشاب في الطبق. لكن حتى لا يشك احد بعد وفاتها بانك السبب، عليك ان تحسني معاملتها وتعامليها بلطف وتظهري احترامك التام لها وموادتها... لا تجادليها، اطيعيها، عامليها وكانها ملكة المنزل."

تناولت لي لي اللفافة وشكرت مستر هوانغ على تفهمه الوضع واسرعت الى المنزل عازمة على تنفيذ الخطة بحذافيرها.

"انها بضعة اشهر وتتسمم حماتي. علي ان اجاهد واحتمل حتى لا يشك احد."

مرت الاسابيع والاشهر، وكل يوم تحضر لي لي لحماتها ما تطلبه منها، دائما تردد: "يجب الا يشك احد" وتسيطر على اعصابها وتطيع حماتها في كل شيء اكثر مما لو كانت والدتها. بعد مضي ستة اشهر، تغير الوضغ تماما في المنزل.

تمرنت لي لي على السيطرة على اعصابها، فنادرا ما تغضب، لم تجادل حماتها منذ ستة اشهر. ووجدت ان حماتها ايضا تغيرت، فهي (حماتها) صارت تعاملها احسن معاملة، وترفق بها، حتى انها اخبرت جميع الاهل والاقارب كيف تغيرت لي لي واصبحت احسن من ابنتها. لقد اصبحت علاقة لي لي بحماتها علاقة مثالية، افضل ما يمكن ان تكون. والزوج بدوره سر كثيرا لهذا التغير.

عادت لي لي الى مستر هوانغ لاستشارته مرة ثانية: "مستر هوانغ ارجوك مساعدتي فورا. يجب ان تبحث عن طريقة حتى لا يؤثر السم على والدة زوجي. لقد تغيرت كثيرا. انها افضل سيدة على وجه الارض على الاطلاق. لن تصدق كيف تعاكلني الآن، بود ومحبة واحترام. لا اريد ان اخسرها. لا اريد ان يحصل لها اي مكروه او ان تموت... ماذا علي ان افعل الآن؟"

تنحنح مستر هوانغ وابتسم قائلا: "بنيتي لي لي لا تقلقي، لن يحصل لحماتك اي مكروه. انا لم اعطك اي سم، الاعشاب التي اعطيتك اياها مقوية ومنشطة للجسم لتتحسن صحة حماتك، السم كان موجودا في عقلك، وفي طريقة معاملتك لها، ولكن الآن كل شيء قد زال. لقد تحسنت اخلاقك تجاهها ومعاملتك لها فتحسنت اخلاق حماتك تجاهك. ولقد نجحت بفضل عزمك وصبرك."

والآن اخوتي واخواتي، هل تحقق احدنا من الطريقة التي يعامل بها الناس قبل ان يتذمر من معاملتهم له؟ ان كل معاملاتنا، مع الزملاء والاخوة والاهل والاولاد، يجب ان نراعي فيها قول الرسول (ص) "احب لاخيك ما تحب لنفسك"، وان على المرء ان يعامل اخيه كما يحب ان يعامل به....وكما تدين تدان.
منقوله من ام محمد