عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 09 / 2002, 46 : 11 PM   #1
الحسـام 
من مؤسسي الوئام

 


+ رقم العضوية » 2227
+ تاريخ التسجيل » 08 / 03 / 2002

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 15,246
+ معَدل التقييمْ » 84
شكراً: 0
تم شكره 2 مرة في 2 مشاركة

الحسـام غير متواجد حالياً

ليش كل الناس تتكلم عن الحب ؟؟؟

[c]


الكلام في ماهية الحب
الحب : اعزك الله . أوله هزل وآخره جد ، دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف ، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة ، وليس بمنكر في الديانة ، ولا بمحضور في الشريعة ، إذ القلوب بيد الله عز وجل .
وقد أحب من الخلفاء المهديين والأئمة الراشدين كثير ، منهم بالأندلس ، عبد الرحمن بن معاويه بن هشام بن عبد الملك بن مروان ، المعروف بعبد الرحمن الداخل ، والملقب بصقر قريش ، مؤسس الدولة الأموية في الأندلس ، أحب ( دعجاء ) ، والحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل ، من أشهر ملوك الأندلس ، وعبد الرحمن بن الحكم بن هشام ، احب ( طروب ) وشغف بها ، وتزوجها وانجب ابنه عبد الله .
وكذلك محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ، من ملوك الدولة الأمويه ، وأمره مع ( غزلان ) وقد تزوجها . وانجب منها ثلاثة أولاد ، والحكم المستنصر بن عبد الرحمن الناس بن محمد بن عبد الله المستنصر وافتتانه ب ( صبح ) وقد تزوجها 0
ومن الصالحين والفقهاء ، في الدهور الماضيه والأزمان القديمه ، من قد استغنى بأشعارهم عن ذكرهم ، وقد ورد من خبر عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، احد فقهاء المدينة السبعة كان من اعلام التابعين ، وله أشعار كثيره ، وقد جاء من فتيا ابن عباس رضي الله عنه ما لا يحتاج إلى غيره حين يقول : ( هذا قتيل الهوى لا عقل ولا قود ) ويقصد بالعقل هنا الديه ، والقود : القصاص ، والمعنى لا دية ولا قصاص ، وقول ابن عباس ورد مع قصة شاب قتله الهوى في كتاب ( الموشّى) لأبي الطيب الوشاء .
وقد اختلف الناس في ما هية الحب ، وقالوا وأطالوا ، والذي ذهب إليه إنه اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة في هذه الخليقة في أصل عنصرها الرفيع .
ومن الناس من يقول أن علة الحب في الصورة ، لكن لو كان علة الحب في حسن الصورة الجسدية ، لوجب ألا يستحسن الأنقص في الصورة ، ونحن نجد كثيرا ممن يؤثر الأدني ، ويعلم فضل غيره ولا يجد محيداً ، لقلبه عنه ، ولو كان الحب للموافق في الأخلاق لما أحب المرء من لا يساعده ولا يوافقه ، فهذا شيء في ذات النفس ، والله عز وجل يقول (( هو الذي خلقكم من نفسٍ واحدة وجعل منها زوجها لتسكن إليها )) سورة الأعراف آيه 189 )) ،

وربما تكون المحبة لسبب من الأسباب وتلك تفنى بفناء سببها ، فمن ودك لأمر ولى مع إنقضائه ، وفي ذلك يقول ابن حزم الأندلسي :

[poet font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/5.gif" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ودادي لك الباقي على حسب كونه = تناهى فلم ينقص بشيء ولم يزد
وليست له غير الإرادة علة = ولا سبب حاشاه يعلمه احد
إذا ما وجدنا الشيء علة نفسه = فذاك وجود ليس يفنى على الأبد
وإما وجدناه لشيء خلافه = فإعدامه في عدمنا ماله وجد
[/poet]

ومما يؤكد هذا القول ان المحبة ضروب ، فأفضلها :
محبة المتحابين في الله عز وجل
محبة القرابة
محبة الألفة
محبة التصاحب والمعرفه
محبة البر
محبة الطمع
محبة المتحابين لسر يلزمهما ستره
محبة بلوغ اللذة
محبة العشق

فكل هذه الأجناس منقضية مع انقضاء عللها وزائدة بزيادتها ، وناقصة بنقصانها ، متأكدة بدنوها ، فاترة ببعدها ، حاشا محبة العشق الصحيح المتمكن من النفس فهي التي لا فناء لها إلا بالموت .
ولا يعرض في شيء من هذه الأجناس المذكورة ، من شغل البال والخبل والوسواس وتبدل الغرائز المركبة ، واستحالة السجايا المطبوعة ، والنحول والزفير وسائر دلائل الشجا ، ما يعرض في العشق ، فصح بذلك أنه استحسان روحاني وامتزاج نفساني .

نقطه ساخنه

إذا احببت شخص لا يحبك :

نفس الذي لا يحب من يحبه مكتنفة الجهات ببعض الأعراض الساترة ، والحجب المحيطة بها من الطبائع الأرضية ، فلم تحس بالجزء الذي كان متصلاً بها قبل حلولها حيث هي ، ولو تخلصت لاستويا في الاتصال والمحبة ، ونفس المحب متخلصة عالمة بمكان ما كان يشركها في المجاورة ، طالبة له قاصدة إليه ، باحثة عنه ، مشتهية لملاقاته ، جاذبة له لو أمكنها كالمغناطيس والحديد .
فقوة جوهر المغناطيس المتصلة بقوة جوهر الحديد ، لم يبلغ من تحكمها ولا من تصفيتها أن تقصد إلى الحديد على أنه من شكلها وعنصرها ، كما أن قوة الحديد ، لشدتها قصدت إلى شكلها وانجذبت نحوه .إذ الحركة لا بد أن تكون من الأقوى .
وكالنار في الحجر لا تبرز إلى قوة النار في الاتصال والاستدعاء لأجزائها حيث كانت ، إلا بعد القدح ومجاورة الجرمين بضغطهما واصطكاكهما ، وإلا فهي كامنة في حجرها لا تبدو ولا تظهر .
ومن الدليل على هذا أنك لا تجد اثنين يتحابّان إلا وبينهما مشاكلة واتفاق في الصفات الطبيعية ، لا بد في هذا وإن قل .
وكلما كثرت الأشباه زادت المجانسة وتأكدت الموده فانظر هذا تراه عيانا . وقول الرسول صلى الله عليه وسلم يؤكده : (( الأرواح جنود مجنده ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف )) صحيح مسلم . والقول المأثور عن أحد الصالحين ( أرواح المؤمنين تتعارف ) ولذلك ما اغتم أبقراط (Hippocrates ) حين وصف له رجل من أهل النقصان يحبه ، فقيل له في ذلك ، فقال (( ما أحبني إلا وقد وافقته في بعض أخلاقه )) .
العلة التي توقع الحب :
عادة ما تكون الصورة الحسنة ، فالظاهر أن النفس تولع بكل شيء حسن , وتميل إلى التصاوير المتقنه ، فهي إذا رأت بعضها تثبت فيه ، فإن ميزت وراءها شيئا من أشكالها اتصلت وصحت المحبة الحقيقة ، وإن لم تميز وراءها شيئا من أشكالها لم يتجاوز حبها الصورة ، وذلك هو الشهوة ، وإن للصورة لتوصيلاً عجيباً بين أجزاء النفوس النائية .

والكلام قد يطول في هذا ولكن مختصر القول في الحب كما يصفه
ابن حزم :
الحب : أعزك الله – داء عياء ، وفيه الدواء منه على قدر المعاناه ، وسقام مستلذ ، وعلة مشتهاه لا يود سليمها البرء ، ولا يتمنى عليلها الإفاقه ، يزين للمرء ما كان يأنف منه ، ويسهل عليه ما كان يصعب عنده ، حتى يحيل الطبائع المركبه ، والجبلة المخلوقه .

وسأكمل ... أنشاء الله ... فصول الحب المتبقيه .. إن اعطانا الله العمر
والصحه ... والفراغ .. في حلقات متفرقه ...
ارجو أن تكونوا استمتعتم بمااستخلصته لكم من كتاب (( ابن حزم )).
وأرجو المعذره على الأخطاء الإملائية لأنني لم اراجع ما كتبت ..

تحياتي .. لكم ...

الحسام
[/c]

كل عام وانتم بخير

 

  رد مع اقتباس