(قصة الزواج)
بعد وفاة السيـدة خديجـة بثـلاث سنيـن قالت خولة بنت حكيم للرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو بمكة
ألا تتزوج ؟)000فقال
ومن ؟)000فقالت
إن شئـت بكراً وإن شئـت ثيباً !؟)000قال
من البكر ؟)000 قالت
ابنة أحـبِّ خلق الله إليك ، عائشة بنت أبي بكر ؟)000قال
ومن الثيب ؟)000قالت
سودة بنت زمعة بن قيس ، قد آمنت بك واتبعتك على ما أنت عليه )000قال
فاذهبي فاذكريهما عليّ )000فجاءت فدخلت بيت أبي بكر ، ثم خرجت فدخلت على سودة فقالت
أي سودة ! ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة ؟!)000قالت
وما ذاك ؟)000قالت
أرسلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطبك عليه ؟!)000فقالت
وددتُ ، ادخلي على أبي فاذكري له ذلك )000وكان والدها شيخ كبير ، فدخلت عليه فحيته بتحية أهـل الجاهلية ثم قالت
إن محمـد بن عبد الله بن عبـد المطلـب أرسلني أخطـب عليه سودة ؟)000 قال
كفء كريم ، فماذا تقول صاحبته ؟)000قالت
تحب ذلك )000قال
ادعيها إليّ )000فدُعيَت له000فقال
أيْ سودة ، زعمت هذه أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أرسل يخطبك ، وهو كفء كريم ، أفتحبين أن أزوِّجْكِهِ ؟)000قالت
نعم )000فقال
فادعيه لي )000فدعته وجاء فزوّجه000
سودة والنبي
كانت السيدة سودة مصبية ، فقد كان لها خمس صبية أو ست من بعلها مات ( السكران بن عمرو )000فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-
ما يمنعُك مني ؟)000قالت
والله يا نبي الله ما يمنعني منك أن لا تكون أحبَّ البرية إلي ، لكني أكرمك ، أن يمنعوا هؤلاء الصبية عند رأسك بُكرة وعشية )000فقال -صلى الله عليه وسلم-
فهل منعك مني غير ذلك ؟)000قالت
لا والله )000قال لها الرسول -صلى الله عليه وسلم-
يرحمك الله ، إن خيرَ نساءٍ ركبنَ أعجاز الإبل ، صالحُ نساءِ قريشِ أحناه على ولده في صغره ، وأرعاه على بعل بذات يده )000
سودة الزوجة
أرضى الزواج السيدة سودة -رضي الله عنها- ، وأخذت مكانها الرفيع في بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحرصت على خدمة بناته الكريمات ، سعيدة يملأ نفسها الرضا والسرور000وكان يسعدها أن ترى الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبتسم من مشيتها المتمايلة من ثِقَل جسمها ، الى جانب ملاحة نفسها وخفّة ظلها000
الضرائر
بعد الهجرة الى المدينة جاءت عائشة بنت أبي بكر زوجة للرسول -صلى الله عليه وسلم- ، فأفسحت السيدة سودة المجال للعروس الشابة وحرصت على إرضائها والسهر على راحتها000ثم خصّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- لكل زوجة بيت خاصٍ بها ، وأتت زوجات جديدات الى بيت الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولكن لم تتردد السيدة سودة في إيثار السيدة عائشة بإخلاصها ومودتها000
التسريح
عندما بدأت السيدة سودة تشعر بالشيخوخة تدب في جسدها الكليل ، وأنها تأخذ ما لا حق لها فيه في ليلة تنتزعها من بين زوجات الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأنها غير قادرة على القيام بواجب الزوجية ، سرّحها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولكنها لم تقبل بأن تعيش بعيدا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجمعت ثيابها وجلست في طريقه الذي يخرج منه للصلاة ، فلما دنا بكت وقالت
يا رسول الله ، هل غمصتَ عليَّ في الإسلام ؟)000فقال
اللهم لا )000قالت
فإني أسألك لما راجعتني )000فراجعها ، وعندما حققت مطلبها قالت
يا رسول الله ، يومي لعائشة في رضاك ، لأنظر الى وجهك ، فوالله ما بي ما تريد النساء ، ولكني أحب أن يبعثني الله في نسائك يوم القيامة )000وهكذا حافظت على صحبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة000
وفاتها
توفيـت -رضي الله عنها- في آخر زمان عمـر بن الخطـاب000وبقيت السيدة عائشـة تذكرها وتؤثرها بجميل الوفاء والثناء الحسن في حياتها وبعد مماتها -رضي الله عنهما-000
قلب الاسد واااااااااو