.
..
...
ــــــــــ


اسأل الأعمى إن كان في نومه يشوف .. ليه يصحى ؟
واسأل اللي ما درت عنه الهموم .. اللي درى إن العمر محدود وإن الفرح مهما اختفى موجود اسأله ليه ينوم .. وإن جاوبوك اسألني ليه حنا افترقنا .. يا صاحبي مابه سبب لفراقنا غير إننا جينا في زمن ما هو زمنا .. يا صاحبي مابه سبب لفراقنا غير إننا في حبنا عشنا الصدق .. وفي وقتنا وش هو الصدق .. في وقتنا لاجل اللقا تكذب ولاجل توصل ماتبي تكذب .. يا صاحبي خذها من جرحي نصيحة .. كانك تبي توصل .. اكذب .. اكذب .. اكذب ...
الصدق في وقتنا أصبح فضيحة .. في وقتنا دايم تهيم في شي ما تعرف مداه .. دايم تهيم في اللي بعد عن سكتك .. واللي زهد في محبتك .. واللي في يدك متحمل جروحك معك .. ما يهمك .. تنساه .. لو تقتله مايألمك وبأقدامك تاطا على دماه ...
يا صاحبي وقتنا في أوله ضيعنا أولى القبلتين وفي آخره الله يعلم وش بيبقى .. في وقتنا صار الغدر شي عظيم .. والوفا ماظنتي إن كان بتدور بتلقا .. يا صاحبي في وقتنا أطول مسافة ممكنة تمشيها بين النقطتين .. الخط المستقيم .. يا صاحبي في وقتنا وقت الألم .. من يسمعك مهما حكيت من ينصفك مهما شكيت منهو اللي ما يضحك إذا ذلتك دنياك وبكيت .. يا صاحبي في وقتنا ما للمشاعر ناس .. يا صاحبي في وقتنا لبعض القلوب إحساس .. يا صاحبي في وقتنا وقت الكلام وقل الفعل لامات أحد وانتقل لأعلى رفيق .. من طيبنا نحزن عليه .. نصلي عليه .. نوصل معاه للمقبرة .. وفي المقبرة وغير الدعاء وقولة الله يرحمه .. مابه كلام .. وندفنه وإذا دفناه .. نبكي بدون دموع أو بدموع .. المهم بعد ما نبكي نتركه ونروح .. وتلقانا نقول : مسكين يافلان .. مسكين .. من دنيتك .. وش اللي خذيت .. وبعد باب المقبرة بشبرين .. وأقل من الدقيقة .. لامن دخل فينا الزحام .. من طيبنا نضحك ونسمع أغنية لاجل نتسلى في الطريق بين المقبرة والبيت .. يا ربي سبحانك يا للي تجير من العذاب قلوبنا وش صابها .. يا ربي سبحانك يامن تجير من العذاب في وقتنا غدى بين الحياة والموت .. وبين البكاء والضحك .. شبرين ودقيقة وباب .. ويدينا .. يدينا اللي قد حثت في وجه ميتنا التراب .. هي نفسها اللي بعد شبرين ودقيقة اختارت شريط وحطته لاجل تقتل طول المسافة بين المقبرة والبيت .. يا صاحبي في وقتنا صار الأموات أحسن كثير من بعضنا .. في المقبرة على الأقل ميت وندري .. المشكلة إننا متنا والى هالحين ما ندري .. يا صاحبي في وقتنا ضاع احترام الموت .. في وقتنا حكينا ما أكثره وللأسف كل الحكي من غير صوت .. وان كان به فم صدق واسمحوا يحكي .. بصوت ما نسمعه .. يا صاحبي قدامنا كان اختيارين .. يا نجاري وقتنا ونكذب ونخدع نفسنا .. يا نفترق .. ولأن الفراق في وقتنا هو الصدق افترقنا ...
يا صاحبي كانك تشك في صدق أسباب الفراق .. دور لك أعمى .. وإلا صحى اسأله إن كان في نومه يشوف ليه صحى وليه افترقنا ؟!!


من كلمات الأمير عبد الرحمن بن مساعد..


[معدل بواسطة بنت اهلي بتاريخ 25-04-2001 عند 09:45 PM]