(كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)(فطوبى للغرباء).
ليست السعادة قصر عبدالملك بن مروان ولاجيوش هارون الرشيد ولادور ابن الجصاص ولاكنوز قارون ولافي كتاب الشفاء لأبن سيناء ولافي ديوان المتنبي ولافي حدائق قرطبة او بساتين الزهراء.
السعادة عند الصحابة مع قلة ذات اليد وشظف المعيشة وزهادة الموارد وشح النفقة .

السعادة عند ابن المسيب في تألهة وعند البخاري في صحيحة وعند الحسن البصري في صدقة ومع الشافعي في استنباطة ومالك في مراقبته واحمد في ورعه وثابت البناني في عبادته {ذلك بأنهم لايصيبهم ظمأ ولانصب ولامخمصة في سبيل الله ولايطئون موطئا يغيظ الكفار ولاينالون من من عدو نيلا إلاكتب لهم به عمل صالح}

ليست السعادة شيكا يصرف ولادابة تشترى ولاوردة تشم ولابرا يؤكل ولا بزا ينشر.

السعادة سلوة الخاظر بحق يحمله وانشراح صدر لمبدأ يعيشه وراحة قلب لخير يكتنفه .
كنا نظن اننا اذا أكثرنا التوسع في الدور وكثرة الاشياء وجمع المسهلات والمرغبات والمشتهيات أننا نسعد ونفرح ونمرح ونسر فإذا هي سبب الهم والكدر والتغيض لأن كل شيء بهمه وغمه وضريبة كده وكدحه {ولاتمدن عينيك إلى مامتعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه}.

إن اكبر مصلح في العالم رسول الهدى محمد عليه الصلاة والسلام عاش فقيرا يتلوى من الجوع لايجد دقل التمر يسد جوعه ومع ذلك عاش في نعيم لايعلمه الا الله وفي انشراح وارتياح وانبساط واغتباط وفي هدؤ وسكينه .

إن البر راحة للضمير وسكون للنفس حتى قال بعضهم :
البر ابقى وان طال الزمان به *** والاثم اقبح ماأوعيت من زاد

إن سلامة المسلم بدينة أعظم من ملك كسر وقيصر لأن الدين يبقى معك حتى تستقر في جنات النعيم وأما الملك والمنصب فإنه زائل لامحالة {إن نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون}.