عرض مشاركة واحدة
قديم 11 / 03 / 2002, 00 : 10 AM   #1
hamzash
ضيف

 


+ رقم العضوية » 2241
+ تاريخ التسجيل » 11 / 03 / 2002

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 120
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

hamzash غير متواجد حالياً

الالحاد في اللغة و في المعنى الشرعي

مقدمة في الإلحاد
Atheism

الإلحاد في اللغة
********الإلحاد في اللغة الميل عن القصد والجور والعدول ، قال أبو عبيدة : لحدت له وألحدت له ولحـد إلى الشيء يلحد وألحد : مال وعدل ، وقيل لحد : مال وجار ، وقال ابن السكيت : الملحد : العادل عن الحق ، المدخل فيه ما ليس فيه ، يقال قد ألحد في الدين ولحد أي حاد عنه .


*وألحد مارى وجادل ، وألحد في الحرم أي ظلم فيه وكل ظالم فيه ملحد ، وفي الحديث: [ احتكار الطعام في الحرم إلحاد فيه ] ( رواه أبو داود ) *أي ظلم وعدوان.
الإلحاد في الاصطلاح :
هو الميل عما يجب اعتقاده أو عمله وهو قسمان : أحدهما في أسماء الله ، والثاني في آياته .
في أسمائه : وهو العدول عن الحق الواجب فيها ، وهو أربعة أنواع :
1. أن ينكر شيئاً منها أو مما دلت عليه الصفات كما فعلت المعطلة .
2. أن يجعلها دالة على تشبيه الله بخلقه كما فعل المشبهة .
3. أن يسمي الله بما لم يسم به نفسه لأن أسماء الله *توقيفية كتسمية النصارى له ( أباً ) وتسمية الفلاسفة له ( علّة فاعلة ) .
4. أن يشتق من أسمائه أسماء للأصنام ،كاشتقاق اللات من الله ، والعزى من العزيز .
وأما الالحـاد في آياته : فيكون في الآيات الشرعية ، وهو ما جاءت به الرسل من الأحكام والأخبار ، وفي الآيات الكونية ، وهي ما خلقه الله من السموات والأرض وما - ومن - فيهن ، ويكون الإلحـاد بتكذيب الآيات الشرعية أو تحريفها أو عصيانها ، وبنسبة الآيات الكونية لغير الله أو اعتقاد شريك أو معين له فيها .
*الإلحاد في القرآن الكريم :
وردت لفظة ( إلحاد ) في القرآن الكريم مرة واحدة في قوله تعالى ( ومن يُردْ فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ) ( الحج:25 ) ، قال ابن كثير : أي يهم فيه بأمر فظيع من المعـاصي الكبار ، عاقداً قاصداً ، ومن هـذه المعاصي احتكار الطعام ، وشتم الخادم فما فوقه كما قال سعيد بن جبير ، وورد ( يلحدون ) ثلاث مرات ، في أسماء الله ، وفي القرآن الكريم ، وفي الآيات ، ففي أسماء الله عدلوا *بها عما هي عليه وسموا *بهـا آلهتهم وأوثانهـم وزادوا فيها ونقصوا منها ، وفي القـرآن زعموا أن الذي يعلم محمداً عبدٌ رومي ، وهذا إلحـاد وكذب لأن لسـان الرومي أعجمي والقرآن عربي مبين ، وفي الآيات كذبوا بها وعاندوا وكفروا وأشركوا وألغوا .
وورد أيضاً ( ملتحداً ) بمعنى موئلاً تئل إليه ومهرباً تهرب من الله إليه ، ولعل هذا الموضع يشير إلى أن الإلحاد لا يصلح ملاذاً من الله ولا ملجأ من غضبه *ولا منجاة من عقابه سبحانه وتعالى ، والإلحاد في تلك *المواضع الصريحة يعني كما مرّ بنا : الشرك والكفر والظلم والمعاصي من الصغائر - إذا كانت في الحرم - إلى أكبرها من الشرك والكفر ، هذا عدا عن المواضع التي تحدثت عن الإلحـاد بالمعنى - وهي عشرات - *ولم تتحدث عنه صراحة .
*الإلحاد في الواقع التاريخي والمعاصر :

*****يقول الأستاذ محمد قطب - حفظه الله - ( الإلحاد بمعنى إنكار وجود الله ، والقول بأن الكون وجد بلا خالق أو أن المـادة أزلية أبدية ، وهي الخالق *والمخلوق في ذات الوقت - بدعة جديدة في الضلالة فيما أحسب ، لم توجد من قبل في جاهليـات التاريخ السابقة ، ومن المؤكد على أي حال أنهـا لم توجد بهـذه *الصورة وبهذا الاتساع الذي تمارسه الجاهلية المعاصرة ، في أي فترة سابقة من فترات التاريخ ، وبعض الناس يشير إلى الآية الكريمة
: ( وقالوا ما هي إلا حياتنـا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ) ( الجاثية : 24 ) ، ويستدلون منها على أنه وجد في الجاهلية العربية ( وبالتـالي في غيرها ) من ينـكر وجود الله ، وأن هؤلاء الدهريين _ كما أطلق عليهم _ هـم صنو القائلين بالطبيعة المنكرين *لوجود الله ، والآية - فيما أرى - لا تعطي هذه الدلالة بصورة قاطعة ، فإنهـا تقطع فقط بأن القوم المشار إليهم ينكرون البعث ولكنها لا تقطع بأنهم ينكرون وجود الله .
*****هذا النوع من الإلحـاد الذي تكلم عنه *الأستاذ محمد قطب *ضيق جداً ، ومع ذلك فهو ضارب في أعماق التاريخ ، وقد حدثنا القرآن الكريم عن الدنيا القديمة وأقوامها *وكيف أن هذه الأقوام أنكرت وجود إله ، حتى جاء على لسان فرعون - وهو واحـد من المنكـرين *لوجود الله - في القرآن الكريم قال : ( ما علمت لكم من إله غيري ) ( القصص :38 ) وقال : ( أنا ربكم الأعلى ) ( النازعات :24 ) *فعطّل بهذا كل ما يتعلق بالإله ، يقول ابن القيم في كتـابه ( إغاثة اللهفان ) ( ص233 ) : فكان منهم إمـام المعطلين فرعون ، فإنه *أخرج التعطيل إلى العمـل ، وصرح به ، وأذن به بين قومه ، ودعا إليه وأنكر أن يكون لقومه إله غيره ، وأنكر أن يكون الله *تعالى فوق *سمواته على عرشه ، وأن يكون كلم موسى تكليـماً ، وكذّب موسى في ذلك وطلب من وزيره هامان أن يبني له صرحاً ليطّلع - بزعمه - إلى إله موسى ، وكذبه في ذلك *فاقتدى به كل جهمي *فكذب أن يكون الله مكلماً متكلماً ، أو أن يكون فوق سمواته على عرشه ، بائنـًا من خلقه ، على *العرش استوى ، ودرج قومه وأصحابه على ذلك ، حتى أهلكهم الله تعالى بالغرق ، وجعلهم عبرة لعبـاده *المؤمنين ونكالاً لأعدائه المعطلين . ( أ هـ ) .
**إذن فالإلحاد قديم _ وقديم جداً _ سواء كان هذا الإلحاد بالمعنى الذي ذكره الأستاذ محمد قطب أو كان بمعناه الاصطلاحي الواسع الذي مرّ معنا ، ولكنه كان يزيد ويتسع ، ويعلو ويرتفع كلما أرسل رسول *لذلك نجد موجة الإلحاد عالية مع رسالة نوح ومع إبراهيم وموسى ومع عيسى ومع محمد صلى الله *وسلـم عليهم أجمعين .
وللإلحاد فرق وطوائف وجماعات وديانات وفلسفات قد تستعصي على الحصر ، ولكن جهود الباحثين جمعت الكثير الكثير عنها قديماً وحديثاً ، ونحن في هذا المحور نعرض - من هذه الديانات والفرق - أكابر ملحديها لعلنا بذلك نذكر ، *والذكرى- كما أخبر الحق تبارك وتعالى - تنفع المؤمنين وبالله التوفيق .
مستر حمزة

  رد مع اقتباس