الموضوع: الزحام
عرض مشاركة واحدة
قديم 18 / 02 / 2002, 06 : 12 AM   #1
مرهم 
وئامي فعال

 


+ رقم العضوية » 1039
+ تاريخ التسجيل » 13 / 09 / 2001

+ الجنسْ »

+ الإقآمـہ »

+ مَجموع المشَارگات » 227
+ معَدل التقييمْ » 10
شكراً: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة

مرهم غير متواجد حالياً

افتراضي الزحام

مرحبا
كانت هناك _ تقف بعيداً _ تخاف من الزحام ..
تتأمل ما يقوله العشاق _ كانت تستمع لهم وتستمتع بحديثهم _ لكنها لا تشاركهم الحديث ..
تراقب عن بعد _ كأنها تنتظر من يحملها ويحلق بها في الأفق ..
اعتادت على ذلك المكان _ فبدأت تقترب منهم
خائفة _ تتصبب عرقاً _ ولا تكاد تقوى على السير ..
همست إليهم ذات مساء لتلقي التحية .. جذبها صوت ذلك الشاب البسيط الذي كان يقف وسط الزحام ..
همست إليه : أنت .. أنت .. أجابها بلطف : أنا .. قالت نعم أنت : لم تقف في وسط الزحام ؟
فأجابها بأنه يحتاج أن يبقى في وسط الزحام ليهرب من أحزانه وجروحه .. فدفعها الفضول على معرفة ذلك .. فأخذت تلقي عليه الأسئلة وتغوص في أعماقه .
لم يكن يتردد في البوح لها بما في قلبه فأخذ يتفجر كالبركان ويحدثها عن نفسه ومعاناته .. وكأنه ينتظر صدراً حانياً يرتمي إليه .
اقتربت منه أكثر وقررت في داخلها أن تعيد الحياة لذلك الرجل من جديد .. أعارته اهتمامها وبدأت تسعد بحديثها معه .. فصدقت ما يقول وبدأ الحب يتسلل إلى قلبها الصغير ..
كان يشعر بكل ذلك .. ويسعد هو أيضاً بالحديث إليها ..
ومع مرور الأيام .. عرفا بعض أكثر وكشف كل منهما حبه للآخر .
كانت لا تزال تكره الزحام .. لكنه كان بجوارها فتحس بالأمان .. وعندما يغيب يضيق الكون عليها فتنتظره حتى يحضر .. وعندها تشرق الشمس في عينيها من جديد ..
كانت شديدة الغيرة عليه تغضب عندما يحادث غيرها في ذلك الزحام ..

ومع مرور الأيام ألفت ذلك الزحام .. وأصبحت تتحدث إلى غيرة في غيابه .. وتنتظر حضوره ..
وكانت مميزة بين الحضور فلفتت انتباه الجميع إلى حسنها وجمالها .. فظهر لها مئات العشاق .. وعندما يحضر يجدها قابعة وسط الزحام ..
أصبح يخاف الزحام ويكرهه لشدة غيرته عليها .. همس لها ذات ليلة للخروج من هذا الزحام ..
وفي ركن هاديء كان الحب ثالثهما تبادلا أجمل ما يكون الكلام بين العاشقين .
اعتادا على ذلك الركن الهاديء .. لكنها كانت تحن إلى ذلك الزحام .. فقد بات يشكل جزءًا كبيراً من تفكيرها وحديثها ..

في غيابه تقضي الكثير من الوقت في ذلك المكان المزدحم .. لكنه أحيانا يرقبها من تلك النافذة الصغيرة .. وعندما يخلدان على ذلك الركن كان يسألها عن بعضاً من تصرفاتها وحديثها مع غيره .
كانت تجيبه بأن الحب له وحده فقط وأن ماسواه يمثل ريشة في وسط ريحها الثائرة .
تقبل حديثها وصدقها بأنه فارسها فقط .. وبدأ يالف ذلك الزحام من جديد ..
لكن ذلك الزحام أصبح يأخذها منه .
أحرق مشاعرها .
أخمد نيران لحب من قلبها .
أهملت من تحب بسبب الزحام .
لقد أصبحت عشيقة الزحام .... أما هو فقد ترك لها ذلك الزحام واكتفى بالنظر إليها من تلك النافذة الصغيرة .. يرقبها .
سحقا لذلك الزحام الذي يبلد المشاعر والأحاسيس .

تحياتي للجميع

 

  رد مع اقتباس