منتديات الوئام

منتديات الوئام (http://www.alweam.net/vb/index.php)
-    نفَحَآت إيمَآنِية (http://www.alweam.net/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   الإيمان بالقضاء والقدر (http://www.alweam.net/vb/showthread.php?t=53883)

مخاوي القمري 27 / 12 / 2006 42 : 05 AM

الإيمان بالقضاء والقدر
 
الإيمان بالقضاء والقدر

د. سلمان بن فهد العودة

يقال: إن ذا القرنين لمـّا قربت وفاته قال لوالدته: يا أمي‚ إذا متّ فاصنعي وليمةً ضخمة‚ وادعي لها أفراد الشعب كلهم لكن أخبريهم ألا يحضر أحد سبق وأن أصيب بمصيبة فصنعت الأم ذلك لمـّا مات ودعت الشعب‚ ونادت بألا يحضر أحد أصيب بمصيبة.. فلم يحضر أحد.

فعرفت أن ولدها كان يعزيها بعد وفاته، ويقول لها: إن هذه المصيبة التي نزلت بكِ ما من أحد إلا وقد مرت به أو أصيب بها يوماً من الأيام.

وهذه هي الحياة.. زاخرة بالمشكلات التي تقع في كل بيت وأسرة وشخص وحي، فيأتي المسلم بإيمانه بالقدر، ليتعامل بشجاعة وصبر وثبات، فهنا تدرك كيف أن ارتباط الإنسان بالله، وشعوره بأن الله تعالى هو الذي يدبر الكون من حوله يجعله يشعر بحميمية الحياة، وحينما يجد نفسه محروماً من متعها أو بعضها فذلك يعطيه دفعةً للعزيمة والإيمان والإيجابية في مواجهة الحياة.

ولو تخيلنا أن الإنسان الذي لا يؤمن بإله، ولا يرضى بقضاء وقدر وقد حلت به نفس المصائب فسوف يقتل نفسه حسرات، لأن فرصته الوحيدة للعيش هي هذه الحياة الدنيا التي يؤمن بها وحدها قد ضاعت بين أصابعه كما ينزلق الزئبق، وفي الجانب الآخر نرى صورة قد ابتلي بها بعض المسلمين حين يتخيل أنه مجبور مسلوب الإرادة، وأنه بين يدي الحياة والأقدار كالريشة في مهب الريح، فيتنكر للفطرة في داخله التي تؤمن بإرادة الإنسان واختياره.

أما إذا سلك سبيل القصد والوسطية فآمن بالله الذي له الخلق والأمر، وأن الكون يسير بإذنه وعلمه سبحانه، أعطاه ذلك إيماناً عميقاً وهدوءاً، وآمن بأن الإنسان الذي خلقه الله جعل له إرادةً وقوةً وعقلا، ثم جعل الله هذا الإنسان مسؤولاً عن اختياره، ولا شك أن هذا الاعتدال والتوازن في فهم القضاء والقدر سيجعل منه محفزاً، لأن يكون الإنسان على مستوى المسؤولية في مواجهة الحياة والعمل، وحينما يعلم الإنسان أن الله تعالى أراد أن يجعل للإنسان إرادة، وأن من مشيئة الله أن يتيح فرصةً لمشيئة الإنسان، لينظر الله كيف يعملون: «وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين»، فهداه الله للنجدين: «إنا هديناه السبيلَ إما شاكراً وإما كفورا»، وتحدث الله عن مشيئة الإنسان أيضاً في أخطر قضية، فبين أن وظيفة المسلمين هي الدعوة والبيان، «وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».

ولو نظرنا - عملياً، وبعيداً عن الجدل الفلسفي الطويل - لعلمنا أن الإنسان يقوم ويقعد، ويأكل ويشرب باختياره، وهو يعلم أن ذلك كله من إرادته وقصده، فهذا معنى فطري واضح، ومعنى شرعي بين، لا يحتاج معه لكلام جدلي، ونحن - أيضاً - نستطيع معرفة الفرق بين اثنين: إنسان يشعر بأنه مختار كمن يسير فوق السطح، وقام بإرادته ليبحث عن الدرج، ثم نزل درجةً درجة حتى وصل إلى القرار، فهذا تصرف باختياره، وبين آخر: كان في السطح ثم قام مجموعة من الناس وحملوه وقهروه وتغلبوا عليه وأنزلوه من الدرج، وهو يحاول أن يقاوم، لكن دون جدوى، فهل يستوي الاثنان؟

الأول: مارس حريةً في اتخاذ القرار، والثاني حُرِم من هذه الحرية..، وفي التشريع الإسلامي تكون المحاسبة والمسؤولية للإنسان على قدر حريته وقدرته في اتخاذ قراره، يقول الله تعالى: «لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت»، ثم بيـّن ما يلتبس به الاختيار بالعمل الذي لا يستطيع الإنسان التحكم الدقيق به





.

Mahsoon 27 / 12 / 2006 55 : 05 PM

اقتباس:

الإيمان بالقضاء والقدر

كم أنا سعيد بأنني أقرأ وأسمع وأشــــــــاهد الدكتور العودهـ ، فلته من فلتات هذا الزمن حفظه الله .


الف شكر أخي مخاوي القمري على طرح هذا الموضوع المميـــْـــــــــز.

wafei 27 / 12 / 2006 57 : 05 PM

اقتباس:

الإيمان بالقضاء والقدر
والله اني مؤمن بالقضاء والقدر
وعسى الله يصبرنا بسسسس


الف شكر مخاوي

...

ظـِلال الأنوثـة 27 / 12 / 2006 01 : 06 PM

جزاك الله خير

مخاوي القمري 27 / 12 / 2006 32 : 06 PM

.
.



أستـــاذي الغالي محسوووون




أسعدني مرورك وتشريفك




وتقبل تحياتي


.
.

مخاوي القمري 27 / 12 / 2006 34 : 06 PM

.
.
.


أستـــاذي وافي


نســأل الله لنا ولك الصبر والسلوان على هذه مصــائب هذه الدنيــا ..


أسعدني تشريفك وأطلالتك الطيبة



وتقبل تحياتي


.
.

مخاوي القمري 27 / 12 / 2006 35 : 06 PM

.
.


أردينا


أشكر لكي أطلالتك الطيبة

وجزاكي المولى خير الجزاء



تحياتي

.
.
.


الساعة الآن 18 : 02 AM بتوقيت السعودية

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by
9adq_ala7sas

[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]