|
القوانين وأحوال المجتمعات
وُضعت القوانين في المجتمعات لتساعد على تحقيق العدل بين أفراد تلك المجتمعات، ولتمكّن الأفراد من ممارسة حرياتهم وأعمالهم وهواياتهم ضمن ضوابط تحدد بوضوح ما لهم وما عليهم، فتكون القوانين هي المنظّمة لتلك الأمور والمُرجّحة للمصالح وفقاً للظروف. ولهذا نجد في حياتنا الكثير من القوانين والأنظمة التي تهدف إلى حماية الفرد والمجتمع كالقوانين والأنظمة المتعلقة بالأمن العام في كل دولةومنها أنظمة المرور، كالتي تتطلب حصول كل سائق على رخصة للقيادة، وكذلك ضرورة إتباع تعليمات المرور، وهناك أيضاً القوانين العامة المتعلقة بالصحة والبيئة مثل تلك التي تهدف إلى منع التدخين في المرافق العامة. والشيء الملاحظ بأن تلك القوانين تتزايد بين حين وآخر، مع العلم بأن زيادة القوانين لا يدل في الغالب على صلاح المجتمعات، بل قد يدل ذلك على وجود بعض الخلل في تلك المجتمعات مما يتطلب معه الأمر إصدار قوانين جديدة للتعامل مع الخلل الجديد الذي حل بالمجتمع. فلو عدنا إلى الأزمنة الماضية، فإننا سنجد بأن تطبيق تعاليم الدين، واحترام التقاليد والأعراف والعادات السائدة في ذلك الوقت كانت تقوم مقام القوانين في وقتنا الحالي، فقد كان يكفي للناس أن يعلموا بأن هذا خير وذاك شر، وهذا عدل وذاك جور، هذا حق وذاك باطل، وأن هذا صلاح وذلك فساد ليطبقوا المطلوب منهم طوعاً ورضا واحتساباً دون الحاجة إلى وجود قوانين يحتكمون إليها. وهكذا فكلما حدث خلل في الأمة واعتلّت، كانت القوانين فيها هي الأدوية الظاهرة لداء باطن، وهي الضمادات على جروح في الأجسام العليلة، فتتلقى الأمة القوانين بدون ترحيب، لأنها ترى فيها قيوداً مزعجة. وكلما ضاعفت الدول قوانينها، وزادت في صرامتها ومراقبتها، كلما زادت الجماعات المنحرفة في فسادها في محاولة لتجاوز القوانين وتعطيلها، وهذا ما نلاحظه من خلال عدم تقيّد بعضنا بالقوانين وخاصة تلك التي تمس الأفراد بصورة مباشرة. إن القوانين الصالحة هي ما تنبع من النفوس، فيتلقاها الناس بالقبول والطاعة، ويكون كلُ منّا لها ناصر وعليها ساهر، وإلى طاعتها مسارع، فينصف الناس بعضهم بعضاً ويستريح القاضي. ولو تمعنّا في حال بعض المجتمعات الغربية فإننا نجد أن حياتهم أكثر تنظيماً منّا، ولعل أحد أهم أسباب ذلك هو احترامهم للأنظمة والقوانين، فهم يجتمعون بالآلاف بنظام ويفترقون بوئام، كلما أجتمع منهم جماعة نظمتهم المعرفة واحترام النظام، فأخذ كلُ مكانه وأدى كل منهم وأجبه بكل إيجابية. بينما في حالاتنا كمجتمعات عربية، يندر أن يجتمع منها قليل أو كثير بدون أن يثور ببنهم الخلاف وتتصاعد أصوات الضوضاء، ولم يكن لهم من بد إلا من وجود جهة أمنية مثل الشرطة لتطبق القانون، وقل ما يجدي القانون في جماعة لا تطيق القانون راضية. إذن هي دعوة لكل منّا لنغرس حب الانضباط، وطاعة القوانين في نفوسنا أولاً، ثم في نفوس أبنائنا وبقية أفراد أسرنا لنكون جميعاً أعضاء فاعلين في مجتمعاتنا. لا تصلح الأنفس عن غيّها ما لم يكن منها لها زاجرُ |
رد: القوانين وأحوال المجتمعات
حيالله كاتبنا المتميز..
. اقتباس:
يااخي الفاضل احنا محتاجين لقوانين وبالتحديد قانونين,اما الاول فهو قانون اطلاق القانون الموضوع واما الثاني قانون احترام القانون.. يعني انت تفضلت بانه تزايدت القوانين لكن هل وجدت شئ من هذه القوانين صادرة ومطبقة؟؟؟ وان طبقت تجد الاحترام لها شهر شهرين حسب الحاجة ثم الكل يسيل في واديه.. يااخي الكريم حالنا يبيله سنييييييين حتى نقدر نصير من العالم الثاني ومتى ان شالله ماكان الضمير صاحي بتتضبط الامور لكن دامه في غيبوبة فعلى حالنا السلام.. . ربي يسعد ايامك يااخوي.. |
رد: القوانين وأحوال المجتمعات
طرح جميل وراائع اخي عبدالله يعطيك الف عاافيه ماعدمناك ياارب |
رد: القوانين وأحوال المجتمعات
السلام عليكم اشكرك اخي عبدالله على الطرح الجميل وبارك الله فيك وتقبل مروري |
رد: القوانين وأحوال المجتمعات
اقتباس:
اقتباس:
:( احسنت ياكاتبنا المميز المجتمعات الصالحة والمنظمة والمرتبة تتخذ منهجها وقانونها من اخلاقها ومن قرارة انفسها ولايفرض عليها قانون او يفرض عليها نظام ما . فعلاً ياعبدالله نحتاج لمجتمع لايحتاج لفرض قوانين . نحتاج لمجتمع يفرض قانونه من تلقاء نفسه وبقناعة منه . ولو كنا شعب واعي ومنظم لما احتجنا للقوانين الفرضيه . احسنت ياعبدالله سلمت يداك ... |
رد: القوانين وأحوال المجتمعات
اهلا بك ابو عبدالله
كاتبنا المميز واخي العزيز عندما لا يكون مجتمعك مجتمع مدني مؤسساتي بكل ما تعنيه الكلمة فلا تطمح الى أي شيء بشكل يدعوا الى التفاؤل كثيرا القانون فية كثيرا ككلمة حق يراد بها باطل مجتمع قوانينه اجتهادية لا دستوريه محددة سابقا لدى مجتمعه مجتمع لا يستطيع الدفاع عن نفسه هو ليس مجتمع مدني بل مجتمع خدمي لسلطة الدوله فقط مجتمع ليس له الحق في التدخل في شؤون السياسات العامة هو مجتمع ثانوي لا دور له وبالتالي لا اثر له مجتمع عبثي متأخر دما في كل شيء مؤسساته المدنية التي من المفترض ان تكافح عنه (ان وجدت طبعا( صوريه لا أكثر مجتمع مسلوب الحرية على المستوى الفردي والجماعي عندما ظهرت وثيقة(الشراكة الشرق الاوسطيه) او الشرق الأوسط الجديد في تغير المجتمعات العربية الى مجتمعات المؤسسات المدنية و إرغام الحكام على تطبيق ما جاء في تلك الوثيقة قام الحكام بإنشاء مؤسسات صورية لمجتمع مدني لا يؤمن بالحرية ولا يستطيع ان يعيها ذهنيا (فعدم الوعي بضرورة الحرية دليل على عدم وجودها في الواقع) فكما قال زنجر في احد كتبه ليس مهمة الولايات المتحدة ان تحل مشكلات العالم بل ان تمسك بخيوط هذه المشكلات و إدارة هذه الأزمات لصلحها) فهي ان أرغمت هؤلاء على ما يسمى بمجتمع مؤسساتي مدني لكنها ليست مهتمة بكيفية تطبيقه من قبل حكام العرب الذين وبلا شك انه سيقومون بجعل مجمع مدني مؤسساتي ورقي فقط بامتياز وضعنا وصفه تشارلز ويكنز بامتياز (عندما قال المرحلة الحالية تشكل أفضل الأوقات وأسوءها في نفس الوقت) حتى الشخصيات الواعية في المجتمع الذين لديهم شعور نبيل وفعال ودور بناء على المساعدة والمحاولة بالتوعية وإنارة العقول فكثيرا مايتعرضون الى مايسمى اغتيال الشخصيات (Character assassination بالتشويه عبر الأساليب الاعلاميه وغيرها لتغير وجه الحقائق وعدم السماع لهم نحن لسنا مجتمع مدني واعي وهناك من لا يرينا ان نعي كمجتمع متكامل وليس على مستوى وعي افراد فقط محددين شكري وامتناني |
رد: القوانين وأحوال المجتمعات
طرح راااائع وجميل
اله يعطك العافيه اخوي |
رد: القوانين وأحوال المجتمعات
فعلا , , , لا بـد من مجتمع واااعي أولآ ومن ثم طالبوو بالانظمه وتطبيقها سلمت يدااااك على هذا الطرح المميز |
رد: القوانين وأحوال المجتمعات
اقتباس:
الله يحييك أختي الكريمة غزالة الجنوب أشكرك أولاً لتفضلك عليّ بمداخلتك القيّمة وتساؤلك المنطقي عن القوانين لدينا ومدى تطبيقها. ثانياً: أوافقك الرأي بأن "علة العلل" لدينا هي في تطبيق القوانين من قبل المعنيين بذلك على الجميع بدون تفريق، وكذلك واحترامها من الناس على المدى الطويل وهذا ما عنيته من الموضوع. من المؤسف بأن تطبيق القوانين عندنا تحكمه أمور كثيرة منها المصالح والأهواء، إضافة إلى أن بعض القوانين لدينا "فضفاضة" يمكن تفسير بعضها بأكثر من تفسير مما يُعطي المجال للاجتهاد وإصدار عقوبات مختلفة لنفس المخالفة. أختي غزالة الجنوب: ما شاء الله عليك، اختصرتِ الموضوع بأن سر النجاح في التعامل مع القوانين يكمن في " الضمير الصاحي" والذي أدعو الله بأن يزيد ويتكاثر ويتم "استنساخه" لنسير بالطريق الصحيح. تقبلي شكري وتقديري لكريم مرورك، دمتِ بصحة وسعادة. |
رد: القوانين وأحوال المجتمعات
الله يعافيك أختي الكريمة غلا أسعدني مرورك ومداخلتك، فلكِ شكري وامتناني. أدام الله عليك ثياب الصحة والسعادة. |
| الساعة الآن 40 : 02 AM بتوقيت السعودية |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
new notificatio by 9adq_ala7sas
[ Crystal ® MmS & SmS - 3.7 By L I V R Z ]