منتديات الوئام - ماذا اهديكي في ليلة العيد ؟

أقف الآن على بوابة لحظات العيد ...ممسكة بحقيبتي منتظرة قطارا لن يأتي ..أجلس مع نفسي لأبحث لك عن شيء أهديك إياه .....عن نغم ابعثه لك .....عن كلمات أسطرها لك بطاقات المعايدة التي أمامي لا تناسب هذه اللحظة كل شيء كان يمكن أن يكون رائعا لو كنت معي زهرتك الحمراء قبل سنة من الآن تبكي بين صفحات كتاب الشعر الذي كتبته من أجلي ...وصورتك تكاد تنطق من أحضان إطارها لتكون بين أحضان حزني أكوام من الهموم تنام على مقعدك المخملي ...و ارتال من الآلام تزين مكتبتك العتيقة ماذا أهديك يا شاعري وقلوبنا تمتليء بكل هذه الجراح .....ماذا أهديك وأصواتنا يخنقها كل هذا النواح ؟؟؟ كيف يمكن أن نمارس الفرح الذي عرفناه من قبل وتمرغنا في طهره ونقاءه؟؟ كيف نظهر الإحساس الدافيء الذي ينبعث من أرواح... أرواح من نحبهم كيف يمكن للعيد أن يكون فرحا بدون وجودك ووجودهم لم يمر علي عيد من قبل مثل عيدنا.....تمضي الليلة بطولها وعرضها وعقارب ساعاتها الطويلة وأنا أنتظر أن يمرني أحد...أن يتذكرني الآخرون ...وكأنني لا أعلم أن هؤلاء الآخرين لا يتذكرون في هذه الليلة من تمضي العيد بصحبة هذا اليتم الزائف ... لا يتذكرون من تعيش على الذكرى وترفض النسيان و الإستسلام كم هي حياتي مليئة بالأشخاص ...وكم هي مليئة بالرائعين ...ولكن كيف للرائعين أن يكونوا في ليلة العيد بالقرب من شخص تخلى عنه أقرب الناس إليه وأحبهم حملت ضفائر شَعري ....جدلتها من عتمة الليل .. سرحتها من أحلام الوحدة...ولبست ثوبا منقوشا بالعود والياسمين كنت قد نسجته من خيوط الفراق ليلة بعد ليلة وأنا أتمنى أن تراني به وأتمنى لو يزورني طيفك في ليلة العيد أو ليلة اللقاء حين تتبعثر أشيائنا الجميلة وحين لا نستطيع أن نضعها في خزانة واحدة يصيبنا الملل من ترتيبها داخل حجرات أنفاسنا الواني المنفردة ورقصي على نغم ثنائي وحدي يعد ضربا من الجنون في هذه الليلة ولذلك قررت أن أركض خلفك ...خلف ظلك....لأكون معك... لأشتم رائحتك وأعتقل مشاعر العودة في نفسك من جديد قررت أن أركض خلفك قبل أن تنسكب من أعماقي الدموع .....وقبل أن أسافر عبر شرايين البعاد .....وقبل أن تعتاد على غربة الروح والجسد لم أعد قاردة على الصمود في هذه اللحظات التي اعتدت فيها على أن أكون بقربك فما قيمة الأيام الجميلة إن لم أعشها معك؟؟ ما قيمة الفرح إن لم تكن في عيني وبين خفايا هذه الضلوع؟؟ ما قيمة العيد يا عيدي.....إن لم تكن عيدي ؟؟ لم أجد ما أهديك إياه في ليلة العيد سوى هذه الجراح ....وأتمنى من كل قلبي أن تؤلمك ...فربما تعود محملا بهدايا الفرح التي لم أستطع أن أهديك إياها كل عام وأنت لون مشاعري وكلماتي كل عام وأنت أغلى من العمر وأجمل من العيد وأطول من لحظات الفرح كل عام وأنا أهديك شيئا آخر غير الجراح