منتديات الوئام - اختلاف المشروع.. عن سيرة المشروع

تشهد عاصمتنا الرياض كما جميع مناطق المملكة نهضةً وتطوراً في المجالات كافة، ومن ذلك ضخامة المشروعات وتعددها، سواء كانت حكومية أو خاصة.

وكل مشروع يهدف أساساً لخدمة المواطن، ومن يقيم على هذه الأرض الطيبة، وعند اعتماد المشروع وتوقيع عقد الإنشاء يتم تحديد زمن التنفيذ بدايةً وانتهاءً، ووجود شروط جزائية لتلافي التجاوزات وحفظ حقوق الجميع. ولكن إذا اختلفت المدة بين الواقع وبين ما تم الاتفاق عليه في العقد، سواء تأخيراً أو توقفاً، فعلى من تقع المسؤولية، على الجهة المشرفة أم الشركة المنفذة؟

وأضرب هنا مثالين لا يمثلان التزاماً بالوقت المحدد أضعهما أمام المسؤولين، أملاً في تعرفهم على الأسباب، وتلافياً لحدوث أمثالهما مستقبلاً:

الأول: مشروع بدئ في تنفيذه، ثم رويداً رويداً انطفأت شعلة الحماس، وأصبح العمل بطيئاً، وذلك في مشروع نفق طريق الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد، المتقاطع مع طريق أبي بكر، مما أطال أزمة الزحام وشكاوى سكان المنطقة.

الثاني: مشروع توقف العمل به نهائياً منذ أكثر من سنة، ويظهر أنه ضاع أو نُسي بين المشروعات الضخمة، وهو رصف ميدان صغير في حي الملك فهد أمام أحد المساجد، بدئ به عام 1427هـ (منذ أكثر من سنة) ثم توقف العمل قبل رمضان (العام الماضي)، وتفاءل الناس خيراً في حينه، بأن أرجعوا سبب التوقف إلى صيام الشركة والعمال!! واستمر الصيام عن العمل بعد شهر الصيام وما زال، وأصبح المكان مجمعاً للأتربة، والحجارة، وعبث الأطفال، وعرقلة المشاة خصوصاً كبار السن.

هذان المثالان في مكانين متقاربين، وأرجو ألا يكون هناك غيرهما في مناطق الرياض الشاسعة، لذا يجب استنفار الجهود لإنقاذ هذين المشروعين، اللذين قصد منهما المنفعة والتيسير، وليس المضرة والتضييق.

وهناك تساؤل عن دور جهات الإشراف والمتابعة على تلك المشروعات، ووجوب اعتبار المشروع مثل (الملف المفتوح) إلى حين انتهائه، والتأكد من صلاحيته وسلامته ومطابقته للعقد، ثم إغلاق ملف الإنشاء، وفتح (ملف الصيانة) الخاص بالمشروع، حفاظاً على تلك المشروعات التي أُنفق عليها الكثير من الجهد والوقت والمال، للانتفاع به حاضراً ومستقبلاً، والتي تُمثل كذلك وجهاً مشرقاً لذلك التطور الذي تعيشه بلادنا.

د. عبد الملك بن إبراهيم الجندل