منتديات الوئام - ذكرياتي عام البردي

اقتباس:

((من ذكرياتي عــام ألبـــــــــــــردي))
أيام كثيرة حملت وتعاقب في نقل ذكرياتها وأحداثها ألأجداد وألأباء وألأبناء وألأحفاد من جيل إلي جيل ولعلي هناألقي الضوءعلي أحداث كانت ولازالت يرددها كبارنا فنصغي إلي مايدلون به من أحاديثهم المثيره بشوق ولهفه عن أيام زمان وما كان فقبل مايزيد علي ستين عام مرت مكة المكرمة زادهاالله تعضيما وتشريفاوأمنا ورفعة بحوادث كثيره نبداء بقصة اليوم قصة عام البرد أوكما يسميها البعض سنة البردبفتح ألألف والبا وتسكين الدال.
ففي إحـدي مواسم الحج وتحديدا في أوخر الستينات الهجرية في اليوم الثامن من ذي الحجة (( عام البردي)) بدأالحجاج بالتوجه إلي مشعرمني لقضاء يوم وليلة الترويه ويسمي بذلك للتزود بالمياه والمبيت فيهاإستعداد لنقلهم بالسيارات وقوافل الجمال التي تركب عليه الهوادج لحمل الناس وبعضها مخصص للنساء أي تخدم نفس خدمة السيارات ألأن تحمل النساء والرجال علي حد سواءوتستر طبعا بأقمشة تستر النساءومزوده بالمخلة والخرج والمزودة التي توضع علي الجوانب ويسيرموكب الحجيج مع بزوق شروق يوم عرفة في يوم جمعه موكب مهيب عليهم شبائب رحمة الله ورضوانه تحفهم الملائكة وتصلي عليهم من كل صوب قليل من يركب السيارات وأكثر الحجيج ((رجلي)) يعني يمشون علي أرجلهم لعدم إستطاعتهم دفع أجرة الركوب وكانت الناس تعاني ألأمرين في الحج ولكن الله ميسرها لهم سبحانه وتعالي.
وكان الوقت والفصل من فصول الشتاء والجوا قارس البروده وجاف لأن عرفة منطقة صحراوية ومنذ وصول الحجاج إلي عرفات بدأت السماء تتلبد بالقيوم وترعد وتبرق وتنذر بهطول المطر.
كنت أنا محثكم صغيرا في السن وكنت أتذكرجيدا ويتذكركثير من أندادي في تلك الحقبة الزمنية ما حصل وكنت قدذكرت القصة لوالدتي ووالدي عن ذلك اليوم الممطر فقالت أمي رحمة الله عليها ماشاء الله ماشاء الله تتذكر ذلك قلت نعم وبدأت أصف لهم الموقف وأذكر لهم أن فلا ن من جماعتنا وإبنته فلانه وأمها فلانه ووالدهامعني قالوا نعم ألأن نصدقك ولا أذكرشي غير ذلك ولكن ربما يتسأل البعض ويقول كيف إذا تسرد القصة وتعيها كلها أقول نعم كما ذكرت لكم في المقدمة إن ألألسن تتذاكرها والناس تتحدث عنها في مجالسهم ولكن أنا أذكر الذي حدث لي
فقط.
وهنا لنا وقفة مع الأديب والمؤرخ الكبيرألأستاذ/ علي حسين زيدان رحمه الله رحمة واسعة يذكرلنا أستاذنا الفاضل قصة ذلك اليوم ويقول كنا في المخيم وكنا مجموعة من أهالي مكة المكرمة حججنا في تلك السنة وبعد صلاة الظهر ونحن نلبي ونذكر الله وإذا بسحابة سوداء كظلمة الليل الحالك السواد تقترب إلينا من ناحية الشمال الغربي من جهة البحر موقع جامعة أم القري ألأن وتدعي العابديه وأخذه بأتجاه عرفة وأظلمت الدنيا حتي يجزم من راها أنه ليل وزادت سرعة الريح كثيرا وكانت باردة قوية جدا أقتلعت وأسقطت الخيام وطار أكثرها في عنان السماء وتبعثرت أواني الحجاج من قدوروحوائج وملابس ووأنقلب أكلهم وطبيخهم وهرع الناس إلي الجبال القريبة خوفا من السيول ونزل بعد ذلك البرد الذي يشبهه الأستاذ علي زيدان وأبائنا كذلك يقولون نزل البرد كالحجارة علي الناس وكانت البرده بكبر البيضة والبندق والنبق وخاف الناس علي عوائلهم وأمطرت السماء بالمطروترجغت ألأرض أي أبتلت وسارت طين وأبتلت ملابسهم وكانت حاله يرثي لها.
يقول ألأستاذ /علي حسين زيدان أن في ذلك اليوم حدث أمر عجيب فيقول كانت مجموعه من الفاسد ين من المتواجدين يوم عرفة كانو يعزفون المعازف وألأغاني ويتراقصون وربما ماأصاب الناس كان بسبب معصية هؤلأ الفسقة .
والشيء المضحك أننا يقول ألأستاذ علي زيدان أن البرد حينما نزل قمنا إلي وايت ماء وكان واقف أمامنا تابع للمطوف لسقيا الحجاج فأحتمينا بها لنتقي شر البرد المتساقط ودخل معنا تحت وايت الماء حاج من الجنسية الهندية وحاول الدخول بظهره تحت الوايت ولكن لكبرحجمة بقيت كرشته خارج المنطقة المحميةفقام وأحضر تشطت صحن كبيرووضعه علي كرشة ليحميه من سقوط البرد فأحدث سقوط البرد صوتا ونقرزه بديعة أطربت الحاج الهندي فما كان منه إلا أن رفع صوته بالغناء فصحنابه فكف عن ذلك أنتهي حديث ألأستاذ /علي زيدان.
لقد أصيب خلق كثير كدمات دامية ورضوض وتشقق ونزيف دماء.
نسال الله لهم الرحمة والمغفرة وأن يعظم أجورهمولقد كان هذا الحدث حدثا فريد لم يحصل من قبل ويتذكر الكثيرون ذلك بسنة البرد وهذا يبين لنا كيف كان الناس يعانون من تكبد المشاق ويواجهون الصعاب ويتحملون في سبيل مرضات الله الشيء الكثير ويصبرون علي ذلك مع القلة في الزاد والمال ولنا أن نتصور كيف تممو وأكملوا حجتهم تلك إلي لقاء قريب
من كتابات وذكريات أخوكم المخلص